علمت «المساء» من مصادر خاصة أن أربعة زوارق نفاثة مشحونة بأطنان من المخدرات انطلقت أول أمس الأربعاء من شواطئ منطقة القصر الصغير في اتجاه جنوبإسبانيا. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم اعتراض اثنين من الزوارق في عرض البحر من طرف الفرق البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني قبالة مدينة الجزيرة الخضراء، حيث تم حجزهما بعدما ألقى طاقم الزوارق شحنات المخدرات في البحر تفاديا لحجزها من طرف الأمن الإسباني. من جهتها، أشارت مصادر أخرى إلى أنه بعد التحقيق مع طاقم الزورقين تبين لأجهزة مكافحة المخدرات الإسبانية أن الزوارق التي تم اعتراض سبيلها تعود ملكيتهما إلى نفس الشبكات التي تتخذ من جزيرة ليلى «قاعدة» لها قبل الانطلاق إلى الجارة الشمالية. وكانت «المساء» قد أوردت منذ أيام خبر حجز الحرس المدني الإسباني في جزيرة ليلى، يوم الجمعة الماضي الماضي، شحنة من المخدرات تقدر ب597 كيلوغراما من الحشيش مخبأة على شكل 16 رزمة بين الأعشاب، كما تمكنت من اعتقال مغربيين كانا برفقتها في انتظار وصول قارب سريع لنقلها إلى جنوبإسبانيا. وتطرح عودة شبكات مافيا المخدرات للعمل بكل «قوة» في المناطق الممتدة من منطقة الجبهة ووادلاو، مرورا بجزيرة ليلى إلى غاية القصر الصغير تساؤلات عريضة حول التواطؤات المحتملة بين عدد من المشرفين على مراقبة الشواطئ المغربية وعناصر الدرك الملكي، كما حدث منذ أيام بعد تفكيك عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لشبكة دولية لتهريب المخدرات، جرى اعتقال زعيمها (م.ل) الأحد الماضي، وهي شبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات، حيث تضم بين أفرادها عناصر من الدرك الملكي، والبحرية الملكية، وعناصر من القوات المساعدة، التي كانت تعمل بأمن الشواطئ. ويعود انتعاش «نشاط» بارونات المخدرات في منطقة وادلاو وشواطئ مدينة تطوان إلى اختلالات في مراقبة السواحل المغربية، فشبكات تهريب المخدرات أصبحت تراهن بقوة في عملياتها التي تنطلق من سواحل جماعة وادلاو شمال المغرب على الزوارق الشراعية بعد استعمالها للطائرات الخفيفة. كما أن ضبط الأجهزة الأمنية الإسبانية واعتراضها طريق الزوارق الشرعية الترفيهية المحملة بأطنان الحشيش المغربي بشواطئ فلنسية وجزر البليار، المستخدمة من قبل تجار المخدرات لاسيما في فصل الصيف، أصبح يثير مرصد الاتحاد الأوربي المكافحة المخدرات حول الكميات الكبيرة التي تم حجزها مؤخرا، ومدى قدرة هذه الشبكات في نقل وشحن بضاعتها من شمال المغرب دون أن يتم ضبطها أو إجهاض محاولاتها من طرف القوات المغربية التي تعمل على حراسة الشواطئ. وحسب ما أكده مصدر أمني ل»المساء»، فإن «جماعة وادلاو عادت إلى الواجهة مؤخرا بفعل عدد الزوارق الشراعية المحملة للمخدرات والتي انطلقت منها مؤخرا بكل بأمان»، وأفاد المصدر بأن «القرية عرفت، أياما قبل الزيارة الملكية الصيفية لجماعتها، تعزيز المراقبة الأمنية على الشاطئ خوفا من اختراقها ليلا من طرف عدد من تلك القوارب». وحجزت عناصر الحرس المدني الإسباني شهر غشت الماضي 7 أطنان من المخدرات. وفي كلتا العمليتين، كانت شحنات الحشيش مخبأة في اثنين من قوارب النزهة والترفيه التي سبق وأن تم استئجارها بجزيرة مايوركا. وأوضحت المصدر أنه «تم إلقاء القبض خلال العملية الأمنية على مغربي واثنين من مساعديه الإسبان، كما تم في الوقت نفسه اعتراض سبيل قارب شراعي ترفيهي آخر في عرض البحر، حيث ألقي القبض على بريطانيين اثنين، سبق لهما أن دخلا شمال المغرب لتهييء عملية التهريب قبل العودة إلى جزيرة مايوركا مرورا بجزيرة مورسيكا وذلك تفاديا لإشارة الشكوك حولهما». وحسب إحصائيات أخيرة لإدارة المراقبة الجمركية الإسبانية، فإن 25 في المائة فقط من الحشيش المغربي المهرب في اتجاه إسبانيا عبر منطقة «الوادي الكبير» هي التي يتم حجزها، مما يعني أن «75 في المائة من الحشيش المغربي المهرب إلى إسبانيا يمر بسلام بفعل التواطؤ بين عدة أطراف»، كما يرجع ذلك بالأساس، حسب اليومية الإسبانية، إلى استعمال الزوارق الترفيهية «لكون المهربين المغاربة قد خبروا أحسن الطرق الممكنة لتهريب الحشيش إلى إسبانيا. وتؤكد مصادرنا أن تفكيك شبكة الناظور ليس سوى رأس جبل الجليد، حيث تفيد المصادر ذاتها بأن الحشيش المغربي سوف يبقى دائما في طليعة الصادرات المغربية إلى أوربا. وصار المهربون المنطلقون من منطقة وادلاو والقصر الصغير يتجنبون ممر جبل طارق وينحرفون باتجاه شواطئ «بارباتي»، كما أصبح أفضل مسار لمهربي الحشيش المغاربة هو «الواد الكبير»، حيث صار المسؤولون الإسبان يطلقون عليه اسم «الطريق السيار للمخدرات».