وقع اصطدام كبير، فجر يوم الأحد الماضي، بين زورق نفاث انطلق من جزيرة ليلى مشحون بكميات من المخدرات وبين دورية بحرية تابعة للحرس المدني الإسباني، أسفر عن إصابة مغربي من أصحاب الزورق النفاث بجروح خطيرة جدا، نقل على إثرها إلى مستشفى مدينة قادس. انطلاق الزوارق النفاثة من جزيرة ليلى مجددا أصبح يثير الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، خصوصا بعد العملية التي قام بها الحرس المدني يومين قبلها، حيث اعترضت فرقة بحرية تابعة للحرس المدني الإسباني فجر الجمعة قاربا انطلق من جزيرة ليلى وعلى متنه أكثر من 400 كيلوغرام من المخدرات وخمسة أشخاص ينحدرون من مدينة الفنيدق وطنجة تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، من بينهم طفل قاصر، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى شواطئ مدينة قادس. وحسب ما ذكره متحدث من الحرس المدني الإسباني ل«المساء»، فإن المغاربة الخمسة حاولوا رمي رزم المخدرات ال16 في عرض البحر خوفا من ضبطها، لكن المصالح الأمنية استرجعتها فيما بعد. وأفادت مصادر أمنية بأن القارب انطلق من جزيرة ليلى بسرعة خاطفة، حيث أصبحت الجزيرة شبه مستودع للمخدرات، قبل شحنها وانطلاقها إلى السواحل الإسبانية. وقد تم حجز القارب المجهز بمحرك من 25 حصانا، فيما تم إيداع المعتقلين الخمسة، ومن بينهم قاصر لا يتجاوز سنه 15 عاما، بسجن روساليس بسبتة، في انتظار تقديمهم إلى العدالة، من أجل فتح تحقيق معهم ومعرفة هويات أصحاب شحنة المخدرات التي تقدر قيمتها ب500 مليون سنتيم. وتعتبر حادثة اصطدام فجر يوم الأحد بين زورق الدورية والزورق النفاث، الذي تؤكد المصالح الأمنية الإسبانية أنه انطلق من مدينة سبتة، استنادا إلى أقوال أحد المعتقلين، سابقة من نوعها في عمليات المطاردات البحرية بين دوريات المراقبة البحرية الإسبانية وبين شبكات تهريب المخدرات الدولية قريبا من السواحل المغربية. ووفق ما عاينته الجريدة في مدينة سبتة، فإن حادث الاصطدام وقع في الساعات الأولى من فجر يوم السبت/الأحد في منطقة قريبة من جزيرة ليلى، حيث انطلق زورق نفاث بسرعة فائقة وعلى متنه مغربيان اثنان، (محمد) و(ع.س)، وكميات كبيرة من المخدرات، قبل أن يعمدا إلى رميها في البحر بعد مطاردتهم من طرف الحرس المدني الإسباني، حيث كانت المطاردة، حسب الحرس المدني الإسباني، مطاردة هوليودية، حاول معها الزورق النفاث الهروب بسرعة فائقة وإطفاء أضواء الإنارة تفاديا لملاحقته، لكن بعد 15 دقيقة من المطاردة الساخنة، تقول مصادرنا, وقع اصطدام بين الزورق النفاث الذي يبلغ طوله 6 أمتار وبين دورية الحرس المدني البحري بعد قيامه بمناورة خاطئة. وأسفر الاصطدام عن إصابة المغربي(ع.س) بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى «بويرتا ديل مار» بقادس، فيما نجا صديقه الآخر الذي مازال رهن التحقيق بقيادة الحرس المدني الإسباني بسبتة. وصلت شحنة المخدرات، حسب تقديرات الحرس المدني الإسباني، باعتبار طول الزورق، إلى نصف طن من الحشيش، فيما لا يزال البحث جاريا عن رزم أخرى من تلك التي تم رميها في عرض البحر. وفي اتصال ل«المساء» بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بتطوان، رفضت هذه الأخيرة «كعادتها» التعليق على الحادث، حيث أخبرنا المتحدث على الخط الهاتفي بأن «المسؤولين مشغولون»، وسوف يعاودون الاتصال بنا فيما بعد. الأمر الذي لم يحدث إلى حدود الآن. وأصبحت جزيرة ليلى في الأشهر الأخيرة مستودعا للمخدرات وقاعدة خلفية تنطلق منها القوارب النفاثة بعد شحنها بالحشيش، كما تم اعتقال 9 أشخاص إلى حد الآن من طرف الحرس المدني الإسباني بعد اعتراض وضبط مخدرات جزيرة ليلى وهي في طريقها إلى السواحل الإسبانية. وكانت محاولات عديدة لتهريب المخدرات من الجزيرة تمت الشهر الماضي بعدما حجزت وحدة من الفرقة البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني في جزيرة ليلى شحنة من المخدرات (الحشيش) تقدر ب597 كيلوغراما مخبأة على شكل 16 رزمة بين الأعشاب، كما تمكنت من اعتقال مغربيين كانا برفقتها في انتظار وصول قارب سريع لنقلها إلى جنوبإسبانيا.