حجزت وحدة من فرقة البحرية، التابعة للحرس المدني الإسباني في جزيرة ليلى، مساء الجمعة الماضي، 597 كيلوغراما من الحشيش مخبأة على شكل 16 رزمة بين الأعشاب كما تمكنت من اعتقال مغربيين كانا برفقتها في انتظار وصول قارب سريع لنقلها إلى جنوبإسبانيا. وتطرح عمليات تهريب المخدرات المغربية انطلاقا من جزيرة ليلى، تساؤلات عديدة حول مراقبة الجزيرة سواء من طرف الجانب المغربي أو الإسباني، علما، تقول مصادرنا من قرية بليونش، بأن «تحركات عديدة تحدث بمحاذاة الجزيرة وفوق تر ابها دون أن تحرك السلطات المغربية والإسبانية ساكنا». مصادر أخرى، من نفس القرية، أكدت أن «عددا من الرجال والشبان يدخلون الجزيرة»، كما أن «بعضهم دخلها منذ حوالي شهرين وصولا بقارب صغي. مصادر أمنية أخرى أفادت بأن هذه العملية «ليست معزولة على الإطلاق»، لأنها تمثل نتائج غيرها من المحاولات التي لم يكتب لها النجاح. وتعرف الجزيرة منذ شهور «اجتياحا» من طرف مهربي المخدرات الذين يفدون، من منطقة «لا لينيا»، بالجزيرة الخضراء وجبل طارق، وكذلك من سبتة والقصر الصغير، حيث جعلوا منها «قاعدة» استراحة في انتظار وصول القوارب المطاطية النفاثة التي توصلها بسرعة فائقة إلى جنوبإسبانيا. وسبق لوحدات البحرية الخاصة التابعة للحرس المدني الإسباني أن حجزت في مناسبات سابقة زورقا نفاثا قريبا من جزيرة ليلى، كان يحمل على متنه طنين من المخدرات، استعدادا لشحنها فيما بعد إلى الشواطئ الإسبانية. وحسب مصادر إسبانية متطابقة فإن القارب الذي يبلغ طوله 11 مترا، ويشتغل بمحرك بقوة 250 حصانا، تم إيداعه في المرفأ الخاص بالأجهزة الأمنية لإخضاعه لتفتيش دقيق من طرف المختصين. وكانت مصالح مكافحة المخدرات والجريمة قد ألقت القبض منذ سنة، على ثلاثة مهربين للمخدرات، أحدهم مغربي يدعى (م.ج)، والآخر إسباني والثالث فرنسي الجنسية، كانوا يخبئون المخدرات بجزيرة ليلى ليقوموا بشحنها فيما بعد إلى الجزيرة الخضراء عبر الزوارق ومنها إلى منطقة طاراغونا، مما أدى إلى تشديد مراقبة الصخرة من طرف الزورقين البحريين الإسبانيين «أناغا» و»C-144» اللذين يتخذان من مدينة سبتة قاعدة لهما، وذلك بعد توصلهما بأوامر تمشيط المنطقة. وذكرت مصادرنا أن «المراقبة الخاصة» على الجزيرة قد أصبحت أكثر دقة، بعد تقاطع معلومات بين المصالح الأمنية المغربية والإسبانية تفيد بوجود تجمعات مشبوهة في الجزيرة. من جهة أخرى، فإن إدارة الدفاع الإسبانية لم تؤكد ذلك من طرفها، وإن كانت مصادر عسكرية أخرى أكدت ل»المساء» توصلها بمعلومات تفيد أن بعض الزوارق تحوم مؤخرا حول الجزيرة يشتبه في كونها تتعاطى تهريب المخدرات. وجزيرة ليلى هي عبارة عن صخرة صغيرة تبعد بحوالي 145 مترا عن سواحل المغرب على البحر المتوسط، في حين أنها تبعد عن الأراضي الإسبانية ب15 كيلومترا، فيما تبعد عن مدينة سبتة بحوالي 4 كيلو مترات.