تساؤولات بسبب عودة رشيدة داتي للعمل بعد 5 أيَّام من وضعها مولودتها فاجأت وزيرة العدل الفرنسية من أصول مغاربية رشيدة داتي الجميع حين ظهرت في ساحة الإليزيه بمناسبة اجتماع المجلس الوزاري الأول لسنة 2009 ولم يمض على وضعها مولودتها سوى 5 أيام فقط. وتوجّهت الوزيرة الملقّبة ب"المرأة الخارقة" إلى الإليزيه مباشرة بعد خروجها من المشفى وأعلنت أنها ستزاول مسؤوليتها الوزارية بصفة طبيعية وقد أدرجت في أجندتها عدة لقاءات رسمية إلى غاية ساعة متأخرة من المساء. وأثارت العودة السريعة للوزيرة كثيرًا من الدهشة و التساؤلات، فبالإضافة إلى المخاطر الصحيَّة التي قد تواجهها خصوصًا وأنَّها وضعت مولودتها بعمليَّة قيصريَّة ما يتطلب منها الالتزام بقسط من الراحة، كان بوسع رشيدة داتي الاستفادة من عطلة أمومة قد تصل إلى 16 أسبوعًا وفقًا لما ينصّ عليه القانون الفرنسي. "" وتقول أوساط مقرّبة من الوزيرة إنَّ سبب عودتها السريعة إلى مزاولة مهامها مرتبط بشخصيَّة الوزيرة النشيطة والتي تقدّس العمل لدرجة كبيرة ولا تعرف الراحة. والمعروف عن داتي تأثرها بوالدتها الراحلة والتي كانت تعود للاهتمام بإخوتها بعد يومين أو ثلاثة فقط من الوضع، من دون شكوى أو تذمّر، فكانت بمثابة قدوة لها. لكن السبب الحقيقي هو على الأرجح مرتبط بمستقبل الوزيرة داخل الحكومة وخشيتها من أن ينقلب غيابها إلى طعنة في الظهر وهذا بعد أن كثرت الإشاعات حول احتمال إقالتها بمناسبة التعديل الوزاري المقبل ما جعلها تختزل عطلة الأمومة إلى 5 أيام، بدل شهرين أو ثلاث. حرص وزيرة العدل على منصبها جعلها تعلن قبل أيام من وضعها بأنها تجّهز مفاجأة يعتقد المقربون أنها ستكون إعلان ترشحها للانتخابات الأوروبية، ما سيضيف لمسؤوليتها الوزارية عبئاً آخر لكنه سيروق للرئيس سركوزي الذي يريد لوزرائه أن يكونوا على جميع الجبهات السياسية. وكانت رشيدة داتي قد تعرضت طوال السنة لحملة انتقادات شديدة من عدة أطراف سياسية لا سيما داخل عائلتها السياسية بسبب الإصلاحات التي قامت بها ولا سيما قرارها إغلاق عدة محاكم صغيرة دون استشارة المسؤولين المنتخبين. كما بدت المكانة الممّيزة التي تتمتع بها الوزيرة لدى الرئيس سركوزي تتراجع شيئا فشيئا تحت وطأة الانتقادات، فراح وزير الحكومة فرانسوا فيون يعلن جهراً معارضته لقانون حبس القّصر ذوي السوابق الذي تبنته الوزيرة في شهرحزيران الماضي، أما سركوزي فقد طلب فتح التحقيق في قضية توقيف صحافي كانت الوزيرة قد اعتبرته إجراء عاديا. كما هوجمت الوزيرة لمزاجها المتسلط الذي أدى إلى فشلها في حلحلة عدة أزمات وترّدي علاقتها بهيئة القضاة الذين نزلوا لأول مرة في تظاهرة حاشدة تنديدًا بسياستها فيتشرين الأولالمنصرم انتهت باستقبالهم من طرف الرئيس سركوزي. كما كانت الصحافة قد اهتمت بالجانب الشخصي للوزيرة معلقةً كثيرًا حول حرصها الدائم على الظهور في الحفلات والمناسبات بالفساتين والحلّي الباهظة الثمن، في الوقت الذي يُطالب فيه الفرنسيون بشّد الحزام لأن خزائن الدولة فارغة، وعلى نزواتها الغريبة كإقالتها ل12 من معاونيها في ظرف سنة ومماطلتها في إرجاع الفساتين التي أعارتها إياها دور الأزياء الكبيرة. المصاعب طالت رمزا آخر من رموز التعددية هي راما ياد الوزيرة المنتدبة لحقوق الإنسان التي يرجّح أن تُقالَ هي الأخرى من منصبها بعد حادثة رفضها لطلب سركوزي بالترشح في الانتخابات الأوروبية المقبلة. الصحافة اهتمت أيضا بمحاولة الكشف عن هوية أب المولودة زهرة وكان هذا السؤال يلاحق الوزيرة طوال فترة حملها وهي تصّر على التكتم، وبعد أن كانت الإشاعات قد تحدثت طويلا عن علاقة سّرية محتملة بين وزير الحكومة الإسباني السابق جوزي ماريا أزنار و وزيرة العدل الفرنسية، هاهي الآن تكشف عن مرشح آخر تقول إنه من المحتمل جدا أن يكون والد الصغيرة وهو فرانسوا سركوزي الشقيق الأصغر للرئيس نيكولا سركوزي وهو طبيب أطفال و أعزب وكان المصورون قد لاحظوا أنه الشخصية الوحيدة التي تزور الوزيرة في المشفى دون حمل أي هديّة، و قد حاول منع مجلة فرنسية من نشر صوره و هو يزور رشيدة داتي مما جعل التهم تثبت عليه أكثر، كما تبين أن الوزيرة قد قضت حفلة أعياد السنة برفقة عائلة سركوزي المكونة من الأم اندريه، الأب بال و الإخوة فرانسوا وغيوم سركوزي بينما غاب عنها الرئيس وزوجته كارلا بروني اللذان كانا في رحلة للبرازيل. أنقر هنا لاكتشاف حقائق أخرى حول قضيةأب زهرة داتي