وضعت وزيرة العدل رشيدة داتي بعد ظهر أمس في عملية قيصرية بإحدى المصحات الباريسية مولودتها التي اختارت لها اسم «الزهراء» تبركا بوالدتها فاطمة الزهراء من أصول جزائرية. وقد تعرضت رشيدة طوال فترة الحمل لمضايقات وحملات مغرضة تفاوتت بين الاستهزاء والسخرية من موقفها المتستر على أبوة جنينها، والتشكيك في قدرتها على حمل الجنين دون أن تكون لذلك تداعيات على أدائها المهني. ومن بين المضايقات «الودية» التي أثقلت كاهلها، كما تقول لجريدة «لوفيغارو»، أسئلة على غرار متى ستخلدين إلى الراحة؟ وكيف توفقين بين الحمل والمسؤولية الوزارية؟ ولماذا تصرين على العمل وحالتك على غير ما يرام؟ «أسئلة توحي بأن الحمل داء عضال بينما هو أمر طبيعي ليس فيه ما يدعو إلى كل هذه الإحراجات الزائدة»، تقول رشيدة وهي تستحضر والدتها تشكو من آلام في بطنها، فأخذتها إلى الطبيب لمعرفة ما إذا كانت حاملا لتكتشف أنها في شهرها الخامس. «هكذا ازدادت أختي الصغرى وبدون أدنى مشاكل»، تلح داتي التي كانت قد أعلنت قبل يومين أنها لن تخلد أكثر من أربعة أو خمسة أيام للراحة بعد وضع حملها. وقد امتنع ديوان الوزيرة وأيضا قصر الإليزي عن إصدار أي بلاغ يعلنان فيه نبأ الولادة التي حرصت رشيدة أن تمر من دون أية مواكبة إعلامية، علما بأن ما يهم وسائل الإعلام وخاصة صحافة النجوم والمشاهير، ليست المولودة الجديدة بل الأب البيولوجي الذي تتلهف إلى معرفة هويته لإطفاء لهيب التشويق الذي أشعلته داتي عبر مسلسل هيتشكوكي استمر سبعة أشهر غير عابئة بضجيج الإعلاميين ولا بفضول الأصدقاء. ويعد حدث ولادة داتي من الأحداث النادرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، حيث لم تسبقها إلى ذلك سوى أربع وزيرات من بينهن سيغولين روايال، وزيرة البيئة سنة 1992. وتأتي هذه الولادة أيضا في مرحلة حاسمة من حياتها السياسية، حيث تضعها جل التخمينات في مقدمة المعفيين خلال التعديل الحكومي الجزئي المرتقب في غضون بضعة أسابيع. وتتحدث بعض وسائل الإعلام عن احتمال ترشحها للانتخابات البرلمانية الأوربية المقررة في يونيو القادم، فيما تتحدث أنباء أخرى عن قرب ولوجها عالم المقاولة، حيث تلقت مؤخرا عرضا من مجموعة «طوطال». ووسط كل هذه الشائعات، تنبعث داتي في كل مرة لتؤكد لكل خصومها، سياسيين وإعلاميين، أنها حاضرة بقوة في المشهد السياسي الفرنسي لا كوزيرة للعدل فحسب، ولكن كصديقة حميمة للرئيس ساركوزي ولعائلته. فقد قضت أعياد الميلاد ونهاية السنة في أحضان والدة رئيس الجمهورية، أندري ساركوزي، التي دعت أيضا إلى نفس الاحتفالات زوجها السابق، بال ساركوزي، وهو أب الرئيس نيكولا ساركوزي، واثنين من أبنائها غيوم وفرانسوا ساركوزي، بينما قضى الرئيس أعياد رأس السنة في البرازيل رفقة زوجته كارلا.