عقب السقوط المدوي أمام ليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال، تركزت الأنظار على مدى قدرة إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، قبل أن يعاود السقوط مجددا في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام فالنسيا، ليصبح المدرب في مرمى النيران. بعد مواجهة ليفربول والخسارة المفاجئة خرج جوسيب بارتوميو، رئيس النادي، ليدافع عن المدير الفني. وقبل يومين من نهائي الكأس جدد ثقته فيه، ثم فعلها مجددا عقب الهزيمة. بالمثل لم يحمل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي المسؤولية للمدرب عقب الخسارة برباعية نظيفة أمام ليفربول رغم فوزهم ذهابا بثلاثة أهداف، لكن الشعور العام حاليا داخل أروقة النادي الكتالوني لم يعد يتحمل المزيد. فالخروج من نصف نهائي "التشامبيونز" مثل علامة فارقة في موسم البرسا حيث تسود حالة من "الصدمة" منذ ذلك الحين، خاصة بعدما تبخر حلم الفوز بثلاثية الألقاب والاكتفاء بدرع الليغا. الوضع الآن بات معقدا. فالإدارة يتعين عليها حاليا أن تقرر ما إذا كان يجب تغيير المدرب بعد موسمين حقق فيهما لقبين في الليغا وآخر في الكأس. ومن المتوقع أن يشهد ملعب "كامب نو" صيفا ساخنا بتغيير العديد من الوجوه، بما فيها المدرب نفسه، لكن الثابت حتى الآن هو استقدام لاعب وسط أياكس الهولندي الواعد فرينكي دي يونغ. وما زالت العديد من الجبهات مفتوحة مثل موقف الحارس الهولندي ياسبر سيليسن، الذي قد تكون مباراة السبت الأخيرة له بقميص البرسا، أو الكرواتي إيفان راكيتيتش. وكذلك يبدو أن الفرنسي صامويل أومتيتي عازم على الرحيل، بينما ينتظر فيليبي كوتينيو عرضا من نادٍ آخر، أو وصول المدافع الهولندي الشاب دي ليخت، فيما لم تتوقف التكهنات حول استقطاب الفرنسي أنطوان غريزمان. كما حان الوقت لتحديد مصير لاعبين صاعدين من فريق الرديف مثل كارليس ألينيا أو ريكي بويغ، اللذين بلغا مستوى يؤهلهما لمجاورة لاعبي الفريق الأول. الكرة الآن باتت في ملعب رئيس النادي، المعروف عنه عدم اتخاذ قرارات بإقالة المدربين. فمنذ وصوله إلى مقعد الرئيس في يناير 2014، تعاقد بارتوميو مع مدربين اثنين فقط (لويس إنريكي وارنستو فالفيردي) ولم يقم بإقالة أي مدرب حيث وصل إنريكي لقيادة الفريق عقب استقالة سلفه الأرجنتيني تاتا مارتينو، الذي قرر عدم الاستمرار في منصبه عقب خسارة لقب الليغا لصالح أتلتيكو مدريد. كما أن إنريكي قرر الرحيل طوعا في 2017 بعد فترة ناجحة. وفي غضون ثلاثة أسابيع فقط، انهارت قلعة برشلونة التي بناها على مدار تسعة شهور، فبعد أن كان يمني النفس بتحقيق الثلاثية، لم يحقق سوى لقب وحيد. ويمر الفريق حاليا من مفترق الطرق في انتظار قرارات مفصلية، لكنها لا تشبه ذلك الصيف في 2008 عندما تولى بيب غوارديولا دفة الفريق وأول ما فعله حينها هو التخلص من ثلاثة من "القطط السمان": رونالدينيو وديكو وإيتو.