دورات قليلة على نهاية الدوري المغربي في نسخته الاحترافية الثالثة، وبينما كانت كل التوقعات تشير إلى تتويج مرتقب للمغرب التطواني، الذي شق طريقه بثبات نحو المقدمة منذ الدورات الأولى، مبتعداً عن أقرب مطارديه بفارق مريح، ها هو صراع الأمتار الأخيرة يبدأ من جديد بين فرق المقدمة، لتستمر الإثارة والتشويق إلى آخر جولة من عمر البطولة التي تعبر بحامل درعها المنتظر إلى العالمية. تعادل مفاجئ لتطوان أمام المغرب الفاسي وفوز كاسح للرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي على حساب حسنية أكادير وأولمببك خريبكة على التوالي، مهد لانطلاقة جديدة للصراع على اللقب، إذ بات لا يفصل المتصدر عن أقرب مطارديه سوى 3 نقاط. ومثلما يميز تنافس أندية المقدمة على لقب الدوري من حدة وقوة، هناك "حرب" أخرى تدور رحاها في مؤخرة الترتيب بين خمسة أندية تسعى للانعتاق من شبح الهبوط إلى القسم الوطني الثاني، وهي وداد فاس، أولمبيك خريبكة، المغرب الفاسي، جمعية سلا وأولمبيك آسفي. "هسبريس الرياضية" وللأسبوع الثاني على التوالي تخصص لقرائها تقييماً للجولة ال 25 من البطولة الوطنية ورصداً لكل تفاصيلها الصغيرة، من خلال اختيار الأسماء التي تألقت وبرزت خلال هذه الجولة من قبل الإطار والناخب الوطني السابق حسن مومن. فريق الجولة: فارس النخيل يَضرب بقوة ! بعد دخوله مرحلة شك بتحقيقه لانتصار وحيد في آخر ست مباريات، عاد الكوكب المراكشي للتصالح مع النتائج المميزة ويضرب بقوة هذه المرة. خارج الميدان وفي عاصمة الفوسفاط، كانت رباعية فارس النخيل في مرمى الخريبكيين إعلاناً على تقليص الفارق عن المغرب التطواني واشتعال التنافس من جديد. الكوكب فريق الدورة بامتياز لنجاحه في تحقيق نتيجة قَلّما نتابعها لنادٍ خارج ميدانه. لاعب الجولة: البهجة وأصوفي لاعبان خطفا الأنظار في هذه الجولة وتمكنا في توقيع ثلاثية قادت فريقيهما لفوزين مهمين في الدوري المغربي. أولهما سفيان البهجة الذي وضع فيه الإطار الوطني هشام الدميعي الثقة هذا الموسم، ليبدأ في فرض نفسه بقوة داخل النادي مساهماً في الرباعية المدوية التي فاز بها على أولمبيك خريبكة. وثانيهما بلال أصوفي متوسط ميدان النادي القنيطري القادم من صالات كرة القدم المصغرة الذي قاد فريقه لفوز هام على "الواف" بفاس بتوقيعه لثلاثية جميلة في مرمى الفاسيين. مدرب الجولة: "طاليب الماص" بقدومه إلى المغرب الفاسي قادماً إليه من الوداد البيضاوي بعد جولتين من بداية مرحلة الإياب، غير الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب من هوية الفريق الفاسي، الذي ظهر بوجه مغاير عن مرحلة الذهاب، مبتعداً ولو قليلاً عن المراكز المؤدية للقسم الوطني الثاني. حسن مومن اعتبر أن تقدم المغرب الفاسي في النتيجة على المغرب التطواني بعقر دار هذا الأخير وتضييعه للفوز بخطأ للحارس الكيناني يعتبر إنجازاً في حد ذاته للمدرب الذي أعاد الثقة للمجموعة الفاسية. ظواهر الجولة ال 25 ! أكد الإطار الوطني حسن مومن أن ظاهرة السقوط على أرض الملعب والتظاهر بالإصابة ومحاولات تضيع الوقت المتكررة، كان أسوء ما ميز هذه الجولة من الدوري البطولة الوطنية، مضيفاً أن مثل هذه المشاهد أصبحت ممنوعة في دوري احترافي ويجب التصدي لها، "لأنها تضر بقيمة اللاعب وتسيئ للنادي الذي ينتمي إليه، كما تؤثر بصورة سلبية على مستوى الدوري المغربي بين الدوريات المحترفة". بالمقابل، نوه مومن بتراجع حدة الاحتجاج على الحكام خلال هذه الدورة التي لم تشهد مواقف مماثلة للدورات السابقة، مرجعاً توتر اللاعبين وكذا الحكام خلال هذه المرحلة من الدوري إلى اقتراب نهاية الموسم ومحاولة كل طرف تفادي الأخطاء مما يشكل نوعاً من الضغط عليهيم معاً. جمهور الجولة : حمامة تطوان ! كان عنواناً للإبداع، منبعاً للتسامح والروح الرياضية ومثالاً للصبر والتفاني في التشجيع، مقومات جعلت الجماهير التطوانية الأحسن خلال هذه الجولة بوقوفها إلى جانب فريقها حتى آخر رمق في مباراته أمام المغرب الفاسي الذي لم يحقق خلالها التعادل إلا في آخر الأنفاس، كما دعم حارسه السابق عزيز الكيناني، الحارس الحالي للماص، مما يظهر الروح الرياضية الكبيرة للجماهير التطوانية واعترافها بالخدمات التي أسداها الحارس في موسم تتويج "الماط" قبل موسمين بلقب الدوري.