وَسط فضاء رياضي بامتياز، جمع بين معقلي قطبي كرة القدم "البيضاوية" والمغربية، الرجاء والوداد، وعبق رياضتي التنس و"الريكبي"، وجد لنفسه مكانا لتشييد صرحه الرياضي، إذ حظي بتسمية "ملكية" وأطلق عليه الراحل الحسن الثاني اسم "الأمل" في تاريخ 22 مارس 1992، رغبة منه في وضع اللبنة الأولى لصرح تشع منه الصورة المشرقة للتنس الوطني خاصة والرياضة المغربية عامة. خفية، تسلّلنا إلى المعلمة لتركيب صورة "قبل وبعد".. استوقفتنا صورة السبورة الرئيسية لآخر نسخة من جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس، قبل أربع سنوات، كما لمسنا ونحن في الطريق إلى الملعب الرئيسي "امحمد امجيد" عبق سنوات مشرقة للتنس العالمي، منذ تدشين مركب "الأمل" لاحتضان النسخة الثامنة لجائزة الحسن الثاني، منذئذ والصور تتراقص في المخيّلة عن لحظات لا تتكرّر، عاشها المغاربة في مدرجات الملعب ذاته. قاتمة هي الصورة رغم الجو المشمس الذي يغري بمتابعة مباراة "تنس" على الأراضي الترابية.. لكن الفوارق كبيرة بين تربة مركب "الأمل" التي مر منها كبار التنس العالمي وأرضية القاحلة التي أضحى عليها حال الملعب الرئيسي، ناهيك عن الكراسي المتناثرة والتي ترثي أيامها الجميلة، حين كانت المدرجات مملوءة عن آخرها، تترقّب لحظة تتويج يونس العيناوي باللقب الأغلى، ذات عشية من السجل الذهبي للرياضة المغربية. "غالبتني الدموع لما رأيت الحالة التي أضحت عليها مرافق مركب الأمل.."، بهذه الكلمات قابلنا محمد زهير، نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، مردفا "من المؤسف أن نرى مدينة الدارالبيضاء محرومة من جائزة الحسن الثاني الكبرى التي كانت مفخرة للمدينة، جامعة التنس والمغاربة عامة، فلا يخفى عليكم أن هذا المركب نادر على المستوى العالمي، إذ يتوفّر على مواصفات مركبات التنس المكتملة"، يضيف المسؤول الجامعي وهو يتحسّر على تغريب جائزة الحسن الثاني عن هذا الصرح الرياضي منذ أربع سنوات. على بعد أيام قليلة من النسخة 34 للجائزة التي تستقطب ألمع الأسماء العالمية على مستوى التنس العالمي، حمّل المسؤول الجامعي "الإهمال" الذي تعرّض له مركب "الأمل" معقل التظاهرة، إلى "سوء التفاهم بين المسؤولين المنتخبين والمشرفين على الرياضة"، مضيفا "نحن كجامعة حاولنا أن نحافظ على المعلمة، ففي كل سنة ننظم فيها الدوري، يتم رصد ميزانية تتراوح بين 300 و400 مليون سنتيما لتأهيله ليكون جاهزا". وتابع زهير، قائلا "كنا مضطرين إلى الانتقال إلى مدينة مراكش، حيث لقينا تجاوبا كبيرا، لا على مستوى المهتمين بالرياضة هناك ولا على مستوى السلطات المحلية للمدينة، إذ يرصد مبلغ أقل من ذلك الذي كنا نضعه خلال احتضان الدارالبيضاء للدوري"، مضيفا "نتمنى أن نجد تجاوبا من قبل السلطات المحلية في البيضاء، من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.. رحم الله محمد مجيد والملك الحسن الثاني.. هذاك المركب دار باش يبقى للتنس وليس لاكترائه عبر المزاد العلني كما هي رغبة المشرفين على تدبير المرفق". ترحمنا على الرئيس المؤسس الراحل محمد امجيد، الذي لا يزال الملعب الرئيسي لمركب "الأمل" يحتفظ باسمه، كما تألمنا للإهمال الذي طال المعلمة الرياضية، خاصة وأنها تستحضر أبرز ذكريات الرياضة على المستوى الوطني، يكفيك فخرا أن تربتها شاهدة على ظهور "الأسطورة" السويسري روجير فديرير، خلال مباراة تاريخية جمعته بالبطل المغربي يونس العيناوي، في شتنبر من سنة 2002، بمناسبة مباراة المغرب أمام سويسرا في المجموعة العالمية لبطولة كأس "ديفيس".