مرافقه تعيش أسوأ أيامها وغياب الصيانة يحرج الاتحاد الدولي للتنس وأوطالب يدق ناقوس الخطر يعيش مركب الأمل للتنس بالبيضاء، وضعا مأساويا في ظل غياب صيانة لمرافقه لسنوات ، ما يجعل هذه المعلمة التاريخية عرضة للانتقاد من مسؤولي الجامعة الملكية المغربية للتنس وجمعية اللاعبين الدوليين والاتحاد الدولي. ويكفي الحديث عن النسخة الأخيرة للجائزة الكبرى الحسن الثاني، التي اختتمت فعالياتها الأحد قبل الماضي، لمعرفة مآل هذه المعلمة التي ظلت إلى سنوات قليلة مفخرة البيضاويين. فخلال هذا الحدث الرياضي غير المسبوق في إفريقيا، تسبب إهمال المركب في غضب عارم لممثل جمعية اللاعبين الدوليين ومراقب الاتحاد الدولي، خصوصا بعد انقطاع الأنترنت والحالة المزرية للمراحيض والملاعب. مشاكل بالجملة عندما تم افتتاحه في 1989 ظن البيضاويون عموما، ومحبو التنس على وجه الخصوص، أنهم سيتوفرون على ملعب يضاهي الملاعب العالمية الموجودة بالعواصم الأوربية، لكن أملهم خاب بعد سنين قليلة بسبب المشاكل التي ارتبطت به، بداية من الدعوى القضائية المرفوعة ضد مجلس المدينة من طرف المقاول الذي تكلف بالبناء، وصولا إلى المشاكل التي أثيرت مع صاحب محل الأمتعة الرياضية الموجود في مدخل المركب. المحاكم مازالت تنظر في القضيتين، ولم يتم الحكم فيها إلى الآن بسبب تقدم كل طرف بوثائق جديدة في الملف. وبين القضايا والمحاكم، ظل التنس المغربي الضحية رقم واحد، خصوصا في السنين الأخيرة، لتتدخل الجامعة الملكية المغربية للتنس بعد وصول فيصل العرايشي، إلى الرئاسة خلفا للراحل محمد امجيد، ليتم اقتراح توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين الجامعة والمجلس. اتفاقية معلقة قبل سنة، انكب المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية للتنس على تهييء اتفاقية شراكة لتقديمها إلى مجلس مدينة البيضاء للاستفادة من مركب الأمل. وكان هؤلاء الأعضاء يأملون في التوصل إلى اتفاق مع مسؤولي المجلس من أجل الاستفادة من مركب الأمل خلال السنة بأكملها، وليس فقط خلال فعاليات جائزة الحسن الثاني للتنس ، بناء على دفتر تحملات بين الجانبين، خصوصا في ظل المشاكل التي تعيشها الجامعة قبل انطلاقة كل نسخة للجائزة الكبرى، إذ كانوا يدخلون في صراع مع مجلس المدينة من أجل الإنارة وصيانة المرافق. الاتفاقية ذهبت أدراج الرياح قبل أن يعقد أي اجتماع مع مسؤولي مجلس المدينة، رغم أن علي بن جلون، رئيس قطاع الرياضة، كان متفائلا بمجرد طلب الاجتماع، حين قال ل "الصباح الرياضي" حينها "لا نرى أي مانع من دراسة مقترح المكتب المديري لجامعة التنس وتهييء كافة الظروف من أجل انجاح اتفاقية الشراكة، سنناقش خلال الفترة المقبلة موضوع التدبير المفوض للمركب لصالح الجامعة لأن الأمر في صالح هذه الرياضة، لقد أخذنا على عاتقنا إعادة تأهيل مركب الأمل من حيث الإنارة وكافة الأمور المتعلقة بالدوري، واتفقنا مع مسؤولي الجامعة ووالي البيضاء على توفير كافة الامكانات". التهديد بالإلغاء مركب الأمل كان بطل نسخة 2013 بامتياز بعد أن كان السبب المباشر في قرار إلغاء الجائزة الكبرى الحسن الثاني، بسبب مشكل الإنارة بالملعب الرئيسي، خصوصا أن دفتر تحملات الاتحاد الدولي للتنس يفرض شروطا يجب توفرها في الملاعب. وكان الأمر سيشكل كارثة حقيقية خصوصا أن جائزة الحسن الثاني، التي انطلقت سنة 1986، تعتبر الوحيدة في القارة الإفريقية ضمن الدوري الدولي لرابطة محترفي التنس، وتقام كل سنة بداية من أبريل. وفي آخر لحظة تدخل والي البيضاء وحل مشكل الإنارة لتبدأ الاستعدادات من جديد لتنظيم الدوري، وسط غضب عارم لدى مسؤولي الجامعة الملكية المغربية للتنس. وقال فيصل العرايشي، رئيس الجامعة حينها «لقد تعبنا من كثرة المصاريف، وسيكون علينا التفكير جديا في نقل الجائزة الكبرى الحسن الثاني للتنس إلى مدينة أخرى». المركب يسبب العقوبات عبر مسؤولو الجمعية الدولية للاعبي التنس عن غضبهم من الجامعة الملكية المغربية للرياضة ذاتها، بسبب مركب الأمل الذي تجرى فيه مباريات الجائزة الكبرى الحسن الثاني للتنس، أرفع الجوائز في القارة الإفريقية. وجاء غضب مسؤولي الجمعية ومراقب الاتحاد الدولي بسبب الإهمال الذي تعرض له المركب خلال الفترة السابقة، ما جعلهم يعدون تقريرا سيتم عرضه على اللجنة التقنية والمسابقات للاتحاد الدولي، لفرض غرامات على الجامعة الملكية المغربية للتنس. وعانى مسؤولو الجمعية الكثير من المشاكل خلال فعاليات النسخة 31 للجائزة الكبرى الحسن الثاني، أبرزها انقطاع الأنترنت ليوم كامل ما ضيع على المشتركين متابعة النتائج على الشبكة العنكبوتية إضافة إلى الحالة المأساوية للمرافق الصحية والملاعب. وضمن مراقب الاتحاد الدولي كافة ملاحظاته في التقرير النهائي الذي سيقدمه للجنة التقنية والمسابقات التي ستعقد اجتماعاتها الأسبوع المقبل. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الأمور من الأسباب الحقيقية لقرار الجامعة الملكية المغربية للتنس بنقل الجائزة الكبرى الحسن الثاني إلى مراكش، خصوصا في ظل المشاكل مع مجلس المدينة المسؤول الأول عن مركب الأمل، مضيفة أن اجتماعات تعقد كل سنة من أجل التوصل إلى حل دون جدوى. الجواهري يوضح محمد الجواهري، مدير عام «الدارالبيضاء تنشيط»، قال إنه واع بالمشكل الذي يعانيه مركب الأمل من إهمال، مضيفا «هدف تأسيس هذه الشركة هو إعادة الاعتبار لهذه المعلمة الرياضية الشاهدة على تاريخ التنس المغربي”. وأوضح الجواهري ل «الصباح الرياضي»، «نتمنى أن يكون قرار الجامعة بنقل جائزة الحسن الثاني إلى مراكش مؤقتا أو مرحليا، خصوصا أننا نعدهم بالوقوف إلى جانبهم». وكشف الجواهري «الأمور يجب أن تؤخذ بجدية لأن المركب يعني الكثير من الأمور للمغاربة عموما، وللبيضاويين على وجه الخصوص، سننتظر قرار مجلس المدينة وسنعد إستراتيجية عمل تجعل منه في المستقبل القريب مفخرة حقيقية للجميع». أحمد نعيم