عند ولوج قاعة اجتماع منخرطي نادي الرجاء البيضاوي ببعض من الرؤساء السابقين، مساء أمس، في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، جل المؤشرات كانت توحي أننا على موعد حاسم في مستقبل النادي "الأخضر"، وأن ساعات سعيد حسبان رئيسا للرجاء البيضاوي، باتت معدودة، على الرغم من تخلفه عن الموعد مضطرا، بعد تعرضه لحادثة سير، ألزمته ملازمة سريره في المشفى، في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع من قرارات. أوزال.. مدبر اللقاء الذي رفض وصف "الحكماء" ترأس امحمد أوزال، الرئيس السابق للنادي "الأخضر"، الاجتماع مع "برلمان الرجاء"، بصفته رئيسا لما يعرف لدى الأوساط الرجاوية بلجنة "الحكماء"، التي مثلها إلى جانب أوزال، كل من أحمد عمور وعبد السلام حنات، فيما تم تبليغ الحضور اعتذار كل من عبد الحميد الصويري وعبد الله غلام. واستهل أوزال الكلمة الافتتاحية، لتوجيه النقاش إلى صلب الأزمة المادية والحلول الكفيلة للخروج منها، مشددا على عدم تدخل الرؤساء السابقين (الذين رفض وصفهم بالحكماء) في القرارات التي تهم النادي، وقال إنها تبقى موكولة إلى هيئة المنخرطين، داعيا إياها إلى تغليب المصلحة العليا للنادي على الصراعات التي لن تخدم مصالحه. عمور يلامس الجرح الغائر في كيان "الرجاء" بدوره، تناول أحمد عمور، الرئيس السابق للرجاء البيضاوي، الكلمة أمام هيئة المنخرطين، منبها خلالها إلى وجود "رأسين" يسيران النادي حاليا، في إشارة إلى المجلس الإداري الذي يرأسه محمد بودريقة والمكتب المديري الذي يرأسه محمد سايبوب، وهو ما يضر بمؤسسة "الرجاء"، كما شدد على ذلك المسير السابق. وكشف عمور أن الأولويات الحالية داخل الرجاء لا تتعلق بالمطالبة برحيل المكتب المسير الحالي أو حتى التطاحنات القائمة، وإنما بضرورة إيجاد إمكانيات مادية تخرج خزانة النادي من الضائقة الحالية، وذلك بوضع جدولة لأداء الديون وطلب الدائنين في التنازل عن جزء من المستحقات، فضلا عن تجند الجميع لإقناع المحتضنين والسلطات. سايبوب يرد على "الحكماء".. "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُون"، بهذه الآية القرآنية، لخص محمد سايبوب، رئيس المكتب المديري لنادي الرجاء البيضاوي، كلمته المقتضبة، أمام مسامع كل من امحمد أوزال، أحمد عمور وعبد السلام حنات، إذ ارتأى أن يترك الغموض يلف خطابه، مستدلا بآيات من المصحف الكريم. السنيني يلهب القاعة.. ثم يخمد الحريق صعد حسن السنيني، الكاتب العام لفريق الرجاء البيضاوي، إلى المنصة، فزاد الترقب بين الحضور حول فحوى كلمته، وتأجج الغضب لدى جل المنخرطين ما إن شرع السنيني في مداخلته، الذين طالبوه بالاعتذار عما بدر منه من تصريحات صحفية تتهم "أشخاصا بالتآمر على الرجاء، من بينهم مسيرون سابقون ومنخرطون"، قبل أن يستجيب عضو المكتب المسير بالتماس الاعتذار عما جاء على لسانه. واستطرد السنيني، قائلا، إنه ينوب عن المكتب المسير لنادي الرجاء البيضاوي فرع كرة القدم، إلى الدعوة في غضون 48 ساعة المقبلة، إلى انعقاد جمع عام استثنائي، وهو الخبر الذي نزل كبشرى سارة عند جل الحاضرين، وجاء ليضع حدا لنقاش كان سيطول إلى ساعات متأخرة من الليل. الرتناني حضر متأخرا.. وأوزال أنهى الاجتماع فاجأ عبد القادر الرتناني، أحد الرؤساء السابقين لنادي الرجاء البيضاوي، الجميع، بحضوره متأخرا إلى قاعة الاجتماع، وتوجه رأسا نحو المنصة لإلقاء كلمته، مخبرا الحضور بأنه لا يعلم بانعقاد هذا اللقاء، وأنه كان ملتزما بندوة في المعرض الدولي للنشر والكتاب، قبل أن يفاجأ بتزامن ذلك مع لقاء المنخرطين بالرؤساء السابقين، ثم أطلعه امحمد أوزال بعدها عما خلص إليه النقاش، معلنا عن نهاية الاجتماع وتأجيل النقاش إلى موعد آخر.