ليو أو ساعة الحقيقة ذات يوم من يوليو ألفين وخمسة عشرة في الملعب التاريخي لعاصمة تشيلي سانتياغو، استاد خوليو مارتينيز، أو فرصة أخرى موالية "للبرغوث" أو"لا بولغا" تأتي سنة يوماً بيوم بعد خيبة نهائي كاس العالم ضد الماكينات الألمانية. فرصة أخرى للأرجنتين لاسترجاع الهيبة المفقودة منذ اثنتين وعشرين عاماً..هيبة كرة غائبة عنها الألقاب منذ سنة ألف و تسعمئة وثلاثة وتسعين ..وإن شئتم تحديداً منذ الرابع من يوليو لتلك السنة حين سجل غابريال باتيستوتا ثنائية في مرمى المكسيك بملعب كويتو بالإكوادور ليرفع منتخب الألبيسيليستي آخرالقابه الدولية - صنف الأكابر بفضل جيل "باتيغول" وروجيري و سيميوني والحارس المثير للجدل غويكوشيا (كوباامريكا 93). ليو ميسي الذي لم يسجل هدفاً مع الأرجنتين بواسطة لعبة مفتوحة منذ 900 دقيقة.. ليو أو ساعة الاستفاقة بالبنط العريض.. شأنه في ذلك شأن آغويرو و تيفيز وماسكيرانو ودي ماريا..أو جيل نجوم غير متوجة في كرة المنتخبات وفي بطولات الامم والمونديالات. والحديث عن لقبي كاس العالم للشباب تحت عشرين سنة (هولندا 2005) وذهبية أولمبياد كرة القدم (بيكين 2008) ليس كافيا لتغييرالاستنتاج، وهو أن الأرجنتين مثل الملك بلا تاج. الأرجنتين منتخب غير متوج، و كرة بلا هيبة إلى أن يأتي ما يُخالف ذلك رغم أنها كرة نجوم عروض ومهارات على إيقاع التانغو.. تلك الموسيقى المصاحبة للرقصة الشهيرة التى نشأت في ريو ديلا بلاتا هناك ببلاد الفضة الارجنتين..منتتخب يؤدي كرقصة التانغو بموجات إيجابية ومع تذكير بما توحيه هذه الرقصة اللاتينية من رهافة في المشاعر ، كيف لا وجيرالدو تاتا مارتينوهو تقريباً الرجل المحظوظ الوحيد من مدربي العالم..الذي باستطاعته تقديم دكة احتياط تضم :كارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وإيزيكيل لافيتسي وفرناندو غاغو.. نعم حدث ذلك في الورقة الرسمية لمباراة المربع امام الباراغواي في كوبا الجارية حالياً باراضي تشيلي. كرة مهارات فائقة عادة ما لَعب وأقنع منتخبها.. فتجاوزت شعبيته حدود بيونيس آيريس ولابلاتا و روزاريو.. ليصبح الفريق المحبوب والمقرب إلى القلوب، لكنه أيضاً ودائماً "غير المتوج". لو فازت اليوم بلقب كوبا أميريكا ستعادل الأرجنتين رقم الأوروغواي ..المنتخب الأكثر ألقاباً في مسابقة أمم قارة أمريكا الجنوبية لتصل الى لقبها الخامس عشر، وأهم من ذلك بكثير..لتنفكّ عقدة منتخب الاكابر، عقدة المنهزمين الأزليين ..ثلاثين سنة تقريبا بعد ملحمة ملاعب بيوبلا ووادلاخارا وأزتيكا مكسيكو.. حين انبهر العالم بمهارات فتى في السادسة والعشرين من عمره يسمى دييغو آرماندو مارادونا..سجل خمسة اهداف و قدم 6 لمسات حاسمة وفاز بمفرده بمباراة دور الثمانية امام إنجلترا وهزم بلجيكا في المربع .. وقدم لاحقا هدف نهائي المونديال لزميله بوروشاغا ضد منتخب المانيا الغربية آنذاك. وبعد دييغو بتسع وعشرين سنة جاء الدور على "البرغوث" ليتحمل مسؤوليته إزاء أربعين مليون أرجنتيني انتظروا اليوم الذي تُكتب فيه هذه الأسطر بفارغ الصبر وبانتظارات طويلة ..وطالت معها صدمات المستديرة لشعب الأرجنتين ( من نهائي الملعب الاولمبي بروما سنة 90 ضد ألمانيا..إلى نهائي ريو دي جانيرو 2014 وبينهما صدمات مفزعة في مباراتي ربع نهائي كاس العالم 2006 وكوباامريكا 2011 ). على أية حال .. لن نمر هكذا دون القول بأن كوباأمريكا ليست كل الحكاية..وبأن كأس العالم تبقى المقياس الأساسي وهي التى توجت البرازيل مع بيلي ، كأفضل من مارس كرة القدم عبر كل الازمان ، وإيطاليا مع كانافارو كاحد اكثر المنتخبات واقعية في تاريخ اللعبة وألمانيا لوف أسياداً لكرة العالم في فترات مختلفة.. وللعلم اديسون دو ناشيمينتو الشهير ببيلي لم يتوج بكوباامريكا..ومارادونا كذلك. حمى نهائي كوباامريكا على مشارف سلسلة جبال الانديزالشهيرة في امريكا الجنوبية..تذكرة دخول بيعت الامس في شوارع سانتياغو ب25 الف دولار ، أو 600 مرة ضعف سعرها الأصلي..حمى لم يعرفها البلد منذ بلوغه المربع الذهبي لمونديال نظمه في 1962. مهما تنوعت التفاصيل ..بقية الحكاية ستروى بعد اليوم..بعد ليلة سانتياغو ديل تشيلي التى يبدو أنها ستكون طويلة وعسيرة على شعب المتفرجين في الارجنتين ، لن ننسى هنالك فيدال و فارغاس وألكسيس سانشيز و الحارس-النجم كلاوديو برافو و معهم.. سبعة عشرة مليون شخص من تشيلي بصوت واحد وراء فريق "المدرب الأرجنتيني" للمنتخب سامباولي.. يا الله الارجنتينيون في كل مكان.