صدام واقعية «المانشافت» وسرعة «التانغو»بنهائي كأس العالم 2014 يترقب العالم غدا الأحد معرفة بطل كأس العالم البرازيل 2014 عندما يتواجه منتخبا ألمانياوالأرجنتين في نهائي المونديال بملعب «الماراكانا» الشهير بريو دي جانيرو، ويحدوهما الأمل في تحقيق لقب طال انتظاره لسنوات. والتقى المنتخبان 6 مرات بكأس العالم، وتتفوق ألمانيا على الأرجنتين بانتصارها في أربع مناسبات مقابل هزيمة واحدة بنهائي 1986 وتعادل واحد، وكان آخرها بمونديال جنوب إفريقيا عندما ألحقت «الماكينات» هزيمة مذلة (4-0) ب «التانغو» في دور الربع. ولم تحرز ألمانيا كأس العالم منذ 1990 عندما أحرزت مونديال إيطاليا على حساب الأرجنتين، بينما يعود آخر لقب دولي إلى كأس أمم أوروبا 1996، رغم حضورها في الغالب بالأدوار المتقدمة سواء للمونديال أو اليورو. وتسعى ألمانيا البطلة أيضا 1954 و1974 لكسر صيام 24 سنة، بعدما نجحت في آخر 3 دورات في بلوغ نهائي مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وتأهلت للمربع الذهبي بمونديالي 2006 على أرضها و2010 بجنوب إفريقيا. وتأهل الألمان إلى النهائي الثامن في مشاركتهم الثامنة عشر عقب فوز كاسح وتاريخي أمام أصحاب الأرض (7-1) في دور النصف، علما أن «الماكينات» تخطت فرنسا بصعوبة في دور الربع (1-0) والجزائر (2-1) في دور ال 16. وقدمت ألمانيا واحدة من أقوى عروضها منذ فوزها في المباراة الافتتاحية على البرتغال برباعية نظيفة، وأذلت منتخب «السيليساو» بأقسى هزيمة في تاريخهم، بيد أن هذه النتيجة يجب أن لا تخدع رفاق فيليب لام، وتاريخ البطولة يشهد بذلك. إلا أن كفة الألمان تبقى أرجح بما أنهم كانوا المنتخب الأكثر مثالية بغض النظر عن فوزهم الصعب على أمريكا أو الجزائر أو فرنسا، لكن روح «الفريق» وهو ترجمة لقب «المانشافت»، قد تكون الترياق الذي يعيد الماكينات للدوران. وتتسلح «الماكينات» الألمانية بكرتها الواقعية من أجل فرم الإيقاع السريع والمهاري والمفاجئ لمنتخب «التانغو» بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهو أسلوب أثبت نجاعته حتى الآن، ويحتاج إلى تزكية في نهائي «الماراكانا». وسيتعين على المدرب الألماني خواكيف لوف إذا أراد الرفع من حظوظ فريقه في التتويج، إيجاد حل يبعد خطورة ميسي عن مرمى مانويل نوير، وربما يستفيد من خطة الهولندي لويس فان غال الذي نجحته أفكاره في شل خطورة «ليو». وإذا كان الدفاع الألماني مطالبا بمراقبة ميسي، فسيتوجب على الخط الأمامي أن يجد منفذا إلى مرمى الحارس سيرخيو روميرو، وهي مهمة الثنائي ميروسلاف كلزوه وتوماس مولر بمساعدة المتألق طوني كروس والآخر مسعود أوزيل. من جهتها، فقد مضت 28 سنة على آخر فوز للمنتخب الأرجنتيني بالكأس الذهبية، أو بالأحرى فوز نجمها الأسطوري ديغو أرماندو مارادونا الذي قاد لوحده منتخب «ألبسيليستي» إلى التتويج بمونديال المكسيك 1986. ولهذا تحلم الأرجنتين التي توجت بباكورة ألقابها سنة 1978 على أرضها، أن تنهي مسلسل الصيام وتحرز لقبها الثالث، بعد أن عاشت مسلسلا من الإحباطات، ولم تتجاوز دور الربع في الدورات الأخيرة منذ لعبها نهائي 1990. وتخطت الأرجنتين المنتخب الهولندي بضربات الترجيح (4-2) عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، علما أنها لاقت صعوبة كبيرة في تخطي منتخبي سويسرا وبلجيكا بدور ال 16 ثم الربع، بذات النتيجة (1-0). ورغم أن الحظ حالفها ضد «الطواحين»، فقد استحق منتخب «التانغو» المرور إلى نهائيه الخامس، حي قدمت أداء أفضل خاصة بعدما نجح الخصم في شل حركة ميسي، وإن تأثر قليلا بغياب الجناح أنخيل دي ماريا المصاب. وحتى إذا كانت الأفضلية ألمانية، تبقى حظوظ الأرجنتين قائمة في الظفر باللقب العالمي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تأقلم لاعبيها مع الأجواء البرازيلية عكس كتيبة «المانشافت»، ناهيك أنه لم يسبق لمنتخب أوروبي أن توج بالكأس على أرض لاتينية. وسيحاول الأرجنتينيون تخفيف الضغط على «البرغوث» المنتظر أن يحظى بمراقبة لصيقة من الدفاع الألماني، والاعتماد على الأجنحة في ظل شكوك حول مشاركة دي ماريا، لمد المهاجمين غونزالو هيغواين وسيرخيو أغويرو بالكرات. وسيتوجب على المدرب الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا أن يجد وسائل لاختراق الجدار الألماني، إذ قد لا تكون طريقته أمام هولندا ناجعة أمام واقعية «المانشافت»، دون أن ننسى أن الاعتماد على ميسي قد يكون ذا تأثير عكسي على «التانغو». ويحمل «ليو» على عاتقه آمال الأرجنتينيين للتتويج مجددا، خاصة أنه لم ينجح بعد في مزاحمة مارادونا في قلوبهم رغم المجد المسطر مع برشلونة الإسباني، حيث ما تزال مقارنتهما تصب لصالح الأسطورة الأرجنتيني لأنه ببساطة أحرز كأس العالم.