"إذا لم نفز بهذا اللقب، سنندم طيلة حياتنا".. هكذا جاءت كلمات سيرخيو أغويرو، نجم هجوم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، معبرة بشكل واضح عن حال الفريق حاليا، قبل خوض فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا)، التي تستضيفها تشيلي هذا الشهر. وعبر أغويرو بكلمات بسيطة عن الشعور، الذي يهيمن على أجواء المعسكر الأرجنتيني وعلى اللاعبين، الذين لم ينضموا بعد إلى صفوف الفريق استعدادا للبطولة القارية. ومع إقامة فعاليات النسخة الماضية للبطولة عام 2011 في الأرجنتين، ووجود اللاعب الفذ ليونيل ميسي ضمن صفوف راقصي التانغو، كان البديل الوحيد لأصحاب الأرض في هذه البطولة هو الفوز باللقب. وحظى المنتخب الأرجنتيني وقتها بمساندة عاملي الأرض والجمهور، كما حظى الفريق بدعم هائل من خلال المستوى الرائع لميسي نجم برشلونة الإسباني. لكن آمال التانغو الأرجنتيني تبخرت مبكرا، وسقط الفريق أمام منتخب أوروغواي في دور الثمانية للبطولة، ليكمل منتخب أوروغواي طريقه إلى الفوز باللقب القاري، والانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للأرجنتين. وخذل المنتخب الأرجنتيني جماهيره قبل أربع سنوات، لكنه أعاد الأمل للجماهير قبل عام واحد فقط من خلال بلوغه المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وإن خسر النهائي أمام نظيره الألماني. والآن، حانت لحظة رد الاعتبار وأصبح لدى نجوم هذا الجيل فرصة جديدة للتأكيد على أنه الجيل الأفضل في تاريخ الكرة الأرجنتينية، وأنه قد يتفوق على الأجيال السابقة ومنها جيل الأسطورة دييغو مارادونا، الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك، ولكنه فشل في الفوز مع الفريق باللقب، حيث فاز بها التانغو في عامي 1991 و1993 في غياب مارادونا. وتقام النسخة الجديدة خارج الأرجنتين، وبالتحديد في تشيلي، لكنها ربما تخفف من الضغوط الجماهيرية على لاعبي التانغو ، بعدما عانوا كثيرا من هذه الضغوط في النسخة الماضية. كما ستكون خبرة اللاعبين، التي تضاعفت في السنوات الأربع الماضية، عنصرا يضاف إلى أسلحة الفريق في النسخة الجديدة، إضافة للمستوى الرائع الذي ظهر عليه معظم نجوم الفريق مع أنديتهم خلال الموسم المنقضي، خاصة ميسي وخافيير ماسكيرانو نجمي برشلونة الأسباني وكارلوس تيفيز نجم يوفنتوس الإيطالي، الذين شاركوا جميعا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين الفريقين مساء السبت بالعاصمة الألمانية برلين. وما يطمئن المنتخب الأرجنتيني وجماهيره أيضا أن ميسي استعاد مستواه الرائع وبريقه مع برشلونة، ولعب دورا بارزا في فوز الفريق بلقبي الدوري الأسباني وكأس ملك إسبانيا، قبل أن يحرز مع الفريق لقب دوري أبطال أوروبا، مما يجعله مرشحا بقوة للتألق في كوباأمريكا من ناحية، والفوز بلقب أفضل لاعب في العالم لعام ،2015 بعدما ذهبت الجائزة لمنافسه العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو في العامين الماضيين. ويسعى المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز باللقب القاري لإنهاء حالة الجدب، التي عانى منها على مدار 22 عاما والعودة لاقتسام الرقم القياسي لعدد الألقاب مع أوروغواي. و يحتاج المدرب الحالي مارتينو إلى لقب كوباأمريكا ليقدم أوراق اعتماده إلى جماهير التانغو، في أول اختبار حقيقي له مع الفريق. ويعود آخر لقب حصل عليه المنتخب الأرجنتيني في بطولات كوباأمريكا إلى عام 1993 عندما استضافت الإكوادور فعاليات البطولة. ولعب النجم الأرجنتيني السابق غابرييل باتيستوتا دورا كبيرا في قيادة الفريق إلى الفوز باللقب في غياب مارادونا. ومنذ ذلك الحين، لم يحقق المنتخب الأرجنتيني أي نجاح على المستويين العالمي والقاري، فكانت آخر إخفاقاته على الساحة العالمية من خلال الخروج المهين من مونديال 2010، والسقوط في نهائي المونديال البرازيلي، فيما خسر أمام منافسه البرازيلي العنيد في المباراة النهائية لكل من بطولتي كوباأمريكا 2004 و2007 ثم خرج من دور الثمانية في النسخة الماضية على أرضه عام 2011 . وعمد مارتينو إلى إعادة المهاجم تيفيز إلى هجوم الفريق، بعدما ظل اللاعب مستبعدا من حسابات سابيلا رغم تألقه اللافت للنظر منذ انتقاله ليوفنتوس. ويحظى المنتخب الأرجنتيني بخط هجوم يثير غيرة وحسد المنافسين، حيث يضم إلى جانب تيفيز وميسي كلا من آنخل دي ماريا نجم ريال مدريد الأسباني سابقا ولاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي وسيرخيو أغويرو، قناص مانشستر سيتي الإنجليزي، وغونزالو هيغوين، مهاجم نابولي الإيطالي، وإيزكويل لافيتزي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي.