مع إقامة فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا) لكرة القدم هذا العام في الأرجنتين، وفي ظل وجود ليونيل ميسي ضمن المنتخب الأرجنتيني، يصبح البديل الوحيد لأصحاب الأرض هو الفوز باللقب من خلال تحفيز ميسي للظهور بمستواه الحقيقي من خلال محاكاة طريقة لعب برشلونة. ويحظى المنتخب الأرجنتيني في هذه البطولة بمساندة عاملي الأرض والجمهور. كما يحظى المنتخب بدعم هائل ضمن صفوفه من خلال وجود المهاجم الشاب الخطير ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والفائز بلقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين. وما يطمئن المنتخب الأرجنتيني وجماهيره أيضا أن ميسي حافظ على ارتفاع مستواه الرائع مع برشلونة في الموسم المنقضي، ولعب دورا بارزا في فوز المنتخب بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، مما يجعله مرشحا بقوة للتألق في كوبا أميركا، والفوز بلقب أفضل لاعب في العالم للعام الثالث على التوالي. ويسعى المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز باللقب لإنهاء حالة الجدب التي عانى منها المنتخب على مدار 18 عاما، علما بأنه يقتسم مع أوروغواي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد 14 لقبا لكل منهما. وأكد المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا أن فريقه يمتلك فرصة رائعة للفوز باللقب هذه المرة، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن هدفه الأساسي مع المنتخب ليس هذه البطولة وإنما المنافسة بقوة على لقب كأس العالم 2014 في البرازيل. وينصب تركيز باتيستا حالياً على خلق هوية وأسلوب أداء مميزين للمنتخب الأرجنتيني، الذي عانى على مدار العقد الماضي من الإخفاقات المتتالية في بطولات كأس العالم، والتي كان آخرها خروجه المبكر من دور الثمانية لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، إثر هزيمته المدوية بأربعة أهداف لصفر أمام المنتخب الألماني. ويعود آخر لقب حصل عليه المنتخب الأرجنتيني في بطولات كوبا أميركا إلى عام 1993 عندما استضافت الإكوادور فعاليات البطولة. وقد لعب النجم الأرجنتيني السابق غابرييل باتيستوتا دورا كبيرا في قيادة منتخبه إلى الفوز باللقب.ومنذ ذلك الحين، لم ينجح المنتخب الأرجنتيني في تحقيق أي نجاح على المستويين العالمي والقاري، فكانت آخر إخفاقاته على الساحة العالمية من خلال الخروج المهين من مونديال 2010، بينما خسر أمام منافسه البرازيلي العنيد في المباراة النهائية لكل من بطولتي كوبا أميركا 2004 و2007. وكانت الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الألماني في مونديال 2010 هي خط النهاية لمسيرة المدرب دييغو مارادونا، أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، كمدير فني للمنتخب. وجاء الدور على باتيستا ليمسك بزمام الأمور في المنتخب الأرجنتيني استعدادا لكوبا أميركا 2011 ومونديال 2014. وعلى مدار أقل من عام تولى فيه المسؤولية، لجأ باتيستا إلى تجربة عدد هائل من اللاعبين يفوق كثيرا العدد الذي لجأ مارادونا إلى تجربتهم خلال مسيرته مع الأرجنتين. وعمد باتيستا إلى إجراء تغييرات كبيرة في صفوف المنتخب، واضعا في اعتباره الاعتماد على مجموعة من اللاعبين، الذين يستطيعون الدفاع عن سمعة الكرة الأرجنتينية في مونديال 2014 بالبرازيل. ولكن في الوقت نفسه حافظ على وجود عدد من اللاعبين الكبار والمخضرمين، الذين يصعب استمرارهم في صفوف المنتخب الأرجنتيني حتى نهائيات مونديال 2014، ومنهم خافيير زانيتي (37 عاما)، الذي مازال أفضل ظهير أيمن أرجنتيني في تاريخ المنتخب أو على الأقل من وجهة نظر باتيستا. لكن ما يؤرق باتيستا بالفعل أن أبرز نجوم المنتخب، وهو ميسي، لم يقدم حتى الآن نفس المستوى الذي يقدمه مع ناديه الإسباني، مما يجعل الأمل الأكبر لباتيستا هو أن يحسم ميسي هذه المعادلة الصعبة، ويظهر مع منتخب الأرجنتين في كوبا أميركا مثلما ظهر مع برشلونة في الموسم المنقضي. ولذلك يسعى باتيستا في خطة لعبه في بطولة كوبا أميركا إلى محاكاة طريقة لعب برشلونة، التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة أطول وقت ممكن وإنهاء الهجمة بأفضل شكل ممكن، مع التمرير الدقيق والمهارة الفائقة، أملا في منح الفرصة لميسي على التألق وقيادة منتخبه نحو اللقب. ومنذ بداية مسيرته مع المنتخب، أكد باتيستا أنه سيعتمد دائما في اختياراته للاعبين على إجادتهم من الناحية الخططية أكثر من العنصر البدني، لأن ذلك سيكون الوسيلة المثلى لتنفيذ المهام التي توكل إلى كل لاعب بالمنتخب الأرجنتيني. واستدعى باتيستا اللاعبين إيفر بانيغا وإستيبان كامبياسو إلى صفوف المنتخب لاقتناعه التام بمستواهما، رغم عدم وجودهما ضمن قائمة اللاعبين في نهائيات كأس العالم 2010. وقال باتيستا: «منتخب الأرجنتين يولي الأهمية دائما للمهارات الخططية والموهبة من أجل الفوز بالألقاب، ويجب أن نحقق ذلك. ولدينا لاعبون قادرون على ذلك». وأعرب باتيستا عن اعتقاده بأن ميسي يستطيع قيادة منتخب بلاده للفوز بلقب البطولة هذا العام عكس فشل الأسطورة مارادونا في ذلك عام 1987، عندما استضافت الأرجنتين البطولة أيضا، ولكن فريقها المرشح بقوة لإحراز اللقب بقيادة المدير الفني كارلوس بيلاردو خرج من المربع الذهبي بهزيمة واحد لصفر أمام منتخب أوروغواي الذي توج لاحقا باللقب.