توفرت في المهاجر المغربي محمد مرحوم المقيم حاليا باسبانيا والمزداد بمدينة الفنيدق، والذي هاجر عبر سياج مليلية المحتلة بطريقة غير شرعية وعمره تسع سنوات، ليلتحق بمركز الإيواء المؤقت الخاص ب "الأطفال القاصرين غير المصحوبين" المعروف باسم "MENA"، لكن رغم المشاكل التي واجهته فإنه استطاع أن يشق لنفسه طريقا لم تكن مفروشة بالورود وأن يثبت ذاته ويصبح العداء الأول بالجارة الشمالية في الوقت الحالي. مجلس الوزراء الإسباني رأى فيه مؤهلات بدنية وصفها ب "الخارقة"، فكان القرار أن منحه الجنسية الإسبانية نتيجة ظروف استثنائية وبعدما لفت أنظار المشرفين على مركز الإقامة المؤقتة للأطفال القاصرين، بحكم فوزه المتكرر خلال مشاركاته في مسابقات محلية، جعلتهم يدركون أن محمد ينتظره مستقبل واعد في رياضة الجري، كما تبين ذلك تقارير أعدتها الجامعة الإسبانية لألعاب القوى، رفقة المنتخب الإسباني بعدما أبان عن علو كعبه في العديد من المنافسات الوطنية والدولية جعلت اسمه يتصدر صفحات جرائد داع صيتها ك "ماركا" و"إلموندو ديبورتيبو". بقي مرحوم بمركز الإقامة المؤقتة منذ سنة 2000 إلى حدود 2007 حيث كانت مشاركته الأولى في منافسة "سان سلبيستري" بدعم من أحد مراقبي مركز "MENA" الذي اشترى له الأحذية لتشجيعه على خوض غمار هذه المنافسة، خاصة بعدما كان متأكد من قدرته على الفوز والظفر بالرتبة الأولى، وذلك ما حصل فعلا. بعدها التحق للتدريب على يد "ألفونسو لوثانو" بمدينة سبتة ، ومنذ ذلك الحين بدأت سلسلة تحقيق الفوز حتى أن فيدرالية ألعاب القوى لذات المدينة السليبة وصفته بالعداء "الاستثنائي" إذ قررت إرساله إلى مدريد وإعطاءه فرصة أكثر للبروز. هناك بالعاصمة مدريد خصصت له إقامة استقر فيها لمدة شهور، وفي نفس الوقت كان يتلقى تدريبا على يد مدرب المنتخب الإسباني لألعاب القوى "لويس ميغيل لاندا" بطلب من العداء المعروف "أنطونيو سيرانو سانشيس" وذلك بنادي "فيرناندو سوان بامبين" لألعاب القوى، وهناك طور أكثر مهاراته تحت إشراف أشهر الأطر الإسبانية في ألعاب القوى، وفي صيف 2011 قرر مجلس الوزراء بطب من وزارة العدل منحه الجنسية الإسبانية لتوفره على جميع الشروط القانونية التي تسمح له بذلك. فوزه ببطولة أوروبا لألعاب القوى في ال 8 من شهر دجنبر عام 2013 كانت بداية أحلامه، ومنذ ذلك الحين أصبح اسمه يتردد خارج التراب الإسباني وحمل لقب العداء العالمي، خاصة بعد توالي الفوز في منافسات دولية أخرى. ولا يخفي محمد مرحوم رغبته في أن يصبح "العداء الأسطوري" وفق ما صرح به لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، وذلك عقب فوزه قبل أيام قليلة فقط بالميدالية الذهبية في بطولة إسبانيا لألعاب القوى المنظمة بالعاصمة مدريد ليستحق على إثرها لقب "الدون محمد".