محروما من هتافات مشجعيه في "الجدار الأصفر"، يتحدى بوروسيا دورتموند في ظل صمت المدرجات، جاره وغريمه اليوم السبت في قمة المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم الذي تعود عجلته إلى الدوران بعد توقف شهرين بسبب فيروس كورونا المستجد. لكن لاعبيه الواعدين الإنجليزي جايدون سانشو والنروجي إرلينغ هالاند يمنيان النفس بإحداث ضوضاء في ملعب "سيغنال إيدونا بارك" وترويض الضيوف بهدف كسب النقاط الثلاث والبقاء على مقربة من بايرن ميونيخ المتصدر بفارق أربع نقاط، وإنعاش آمال معانقة اللقب مجددا ووضع حد لسيطرة النادي البافاري في الأعوام السبعة الأخيرة. وعادة ما يكون "دربي الرور" بين "الصفر" و"الزرق" الذين تفصل بينهما 30 كلم فقط، مباراة تلهب حماس المنطقة مرتين في كل موسم من البوندسليغا. ويعتبر الناديان معقلين لكرة القدم الألمانية ويؤديان دورا رئيسيا في الثقافة الشعبية المحلية: متوسط الحضور الجماهيري في دورتموند يناهز 80 ألف متفرج، و61 ألفا في شالكه. لكن هذا العام، خلف الأبواب الموصدة ومع قيود البروتوكول الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد، سيكون "الدربي الأكثر غرابة في التاريخ" بحسب سيباستيان كيل، المدرب المساعد لبوروسيا دورتموند ولاعبه السابق. وأقر المدرب السويسري لبوروسيا دورتموند لوسيان لوفافر بأنه "عندما تلعب في دورتموند أمام 80 ألف متفرج، فإنهم يساندون الفريق إلى أقصى الحدود. سيكون الأمر مختلفا، سيتعين علينا التعود عليه". وتابع "يجب أن نعد أنفسنا ليس فقط من الناحية التقنية أو التكتيكية أو البدنية، ولكن أيضا الذهنية". وعزز مسؤولو بوروسيا دورتموند الطاقم التقني بمعدّ ذهني متخصص هو اللاعب السابق للنادي فيليب لاوكس وذلك من أجل مساعدة اللاعبين على التكيف مع الظروف الجديدة تماما. - أربعة غيابات في دورتموند -بعد توقف لمدة شهرين، افتقد اللاعبون إلى إيقاع المباريات، ولم يخوضوا أي مباراة ودية لتجديد الانسجام في ما بينهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيظهر هؤلاء الشباب وخصوصا صاحبا ال19 ربيعا في دورتموند سانشو (14 هدفا و16 تمريرة حاسمة في 25 مباراة هذا الموسم) وهالاند مسجل تسعة أهداف في أول ثماني مباريات في ألمانيا، بعد فترة العزل الطويلة؟ لن يتمكن أحد من الإجابة على هذا السؤال قبل الساعة 15,30 بالتوقيت المحلي (13,30 ت غ) اليوم السبت، مع صافرة انطلاق المرحلة السادسة والعشرين من البوندسليغا. المسألة الوحيدة المؤكدة هي أن بوروسيا دورتموند سيخوض المباراة في غياب أربعة لاعبين مهمين هم القائد وصانع الألعاب ماركو رويس ولاعبا خط الوسط البلجيكي أكسيل فيتسل وإيمري جان والمدافع الفرنسي دان-أكسل زاغادو بسبب الإصابة. وخلف الأبواب الموصدة، سيحرم "بوروسن" من مصدر طاقته الذي لا ينضب: أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب "سيغنال إيدونا بارك" بينهم 24 الفا في المدرج الجنوبي الشهير والمعروف ب"الجدار الأصفر". وأقر ميكايل تسورك، المدير الرياضي لدورتموند بأن "دربي من دون متفرجين يجعل يؤلم القلب"، مضيفا "بدونهم، سنحتاج إلى المزيد من الديناميكيات الداخلية والتحفيز الشخصي". بالنسبة لدورتموند، كان من الأفضل خوض هذا الدربي قبل توقف الدوري في مارس الماضي لأن النادي كان في قمة مستوياته خصوصا منذ يناير الماضي وتعاقده مع هالاند وجان حيث حقق سبعة انتصارات في ثماني مباريات بالدوري، وسجل 27 هدفا. في المقابل، كان شالكه يعيش كابوسا حقيقيا بفشله في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية. - "مباراة ودية" -ولكن إذا كانت إحصائيات الموسم الحالي جيدة بالنسبة لدورتموند، فإن تلك الخاصة بالسنوات الأخيرة تروي قصة أخرى: فاز بوروسيا مرة واحدة فقط في مواجهاته الثماني الأخيرة ضد شالكه. في العام الماضي، جاء لاعبو شالكه من مدينته غيلسنكيرشن ليلحقوا خسارة مذلة بجيرانهم 4-2 على ملعب سيغنال إيدونا بارك، وقضوا على آمالهم في المنافسة على اللقب. ولم ينس أحد في ألمانيا "دربي القرن" في عام 2017، عندما انتزع شالكه تعادلا قاتلا 4-4 في دورتموند في الوقت بدل الضائع بعدما تخلف برباعية نظيفة في الشوط الأول. لكن مواجهة الغد يكتنفها الغموض بخصوص مستوى شالكه، مثله مثل دورتموند. وأقر مدرب "الزرق الملكيين" دافيد فاغنر بأنه ليس لديه أي فكرة عن مستوى فريقه، لأن هذه القمة تبدو في الواقع وكأنها "أول مباراة ودية اعدادية لبداية الموسم". وأضاف "أمضيت أسبوعا من التدريبات وأنت (الآن) تخوض مباراتك الأولى. ليس لديك أدنى فكرة عما سيحدث".