الهاشتاغ هو الآن في الطريق. مُدَّ له يدك. أو لا تمدها. الهاشتاغ يتقدم ويتدحرج ويكبر مثل كرة الثلج في الفيسبوك. الهاشتاغ يغزو كل مكان. الهاشتاغ سوف يصل قريبا إلى وجهته. الهاشتاغ يطلب المساعدة والدعم. الهاشتاغ من لم ينخرط في حملته جبان. الهاشتاغ في كل التعليقات. الهاشتاغ في طبعات مزيدة ومنقحة. الهاشتاغ بأخنوش. الهاشتاغ خال من عزيز أخنوش. الهاشتاغ قد يقفز في أي لحظة من عوالمه الافتراضية إلى أرض الواقع. الهاشتاغ ليس لعبا كما يظن البعض. الهاشتاغ خطير جدا. الهاشتاغ قد يشتد لهيبه في هذا الجو الحار. الهاشتاغ له أسبابه ومبرراته. الهاشتاغ ليس صدفة. الهاشتاغ أقل ما يمكن أن يفعله الناس في هذه الظروف الصعبة. الهاشتاغ يزحف. بينما البلاد فارغة. بينما البلاد حكومتها غائبة. ولا تبالي بما يحدث. ولا ترد على أحد. ولا تشرح. ولا تكذِّب. ولا تفسر. ولا تنفي. ولا تتحدث. ولا تكتب. ولا تتكلم. ولا تدافع عن نفسها. ولا تتواصل. وليس لها حليف. وليست مكوناتها متضامنة مع بعضها البعض. وتشعر بأن كل مكون له مهمة خاصة. وكل حزب في الحكومة يلعب دورا ضد حزب آخر في الحكومة. وكل طرف يتربص بالطرف الآخر. وليس لهذه الحكومة من يمارس البوليميك. وليس لها من يصرخ كما كان لكل الحكومات السابقة من يصرخ من أجلها. ومن يتناثر اللعاب من فمه دفاعا عنها. بينما البلاد معارضتها بدورها لا أثر لها. ولا حكومة في الوقت الحالي في بلاد المغرب. ولا معارضة ممثلة في البرلمان تعارض الحكومة. وتحتج عليها. وتقومها. وتحذرها. البلاد كلها في عطلة سياسية طويلة. وهناك من هو مطمئن. البلاد كلها منذ مدة وهي صامتة صمتا غير طبيعي. والناس يعانون. لذلك كان طبيعيا جدا أن يظهر هذا الهاشتاغ. وينتشر بهذه السرعة. وفي بلاد خالية من السياسة ومن الأحزاب. وفي بلاد صامتة. وفي وضع متأزم. كان من المتوقع أن يظهر شيء غريب. ومجهول المصدر. ومن حسن الحظ أن الأمر تعلق فقط بهاشتاغ. وهو الذي ظهر في هذه اللحظة. لكن من يضمن أن لا يظهر ما هو أخطر. وما هو مرعب. وما هو مهدد لاستقرار البلاد الصامتة. فهذا الصمت مرضي. وليس هدوءا. وليس صحيا بالمرة. هذا الصمت سيصرخ. هذا الصمت سينفجر في أي لحظة. ووسط هذا الخلاء وهذا الخواء وهذا الفراغ السياسي كان من الممكن أن نسمع عواء. كان من الممكن جدا أن تخرج وحوش جائعة. كان من الممكن أن يصرخ الناس و يملؤوا الشارع. كان من الممكن أن يحدث ما لا يتمناه أحد. وما دام أن الأمر يقتصر على هاشتاغ فقط فهذا يعني أنه مازال أمام الحكومة وقت وما عليها إلا أن تظهر. وتخرج عن صمتها. وتتحدث إلى الناس. وتخفف من معاناتهم. وتشرح لهم. وتدافع عن نفسها. لأن الفراغ السياسي ليس هو مرادف الاستقرار. ولأن الهرب ليس حلا. ولأن عدم الاستماع إلى الناس ليس في مصلحة أحد. ولأن الدوي الذي يسمع في الخواء قد يصل صداه إلى أبعد نقطة تظن نفسها آمنة. وياله من ترف ويا لها من لا مبالاة ومن غياب تام للمسؤولية. أن ننشغل بالبحث عمن يقف خلف الهاشتاغ . و ننسى أسبابه ودوافعه. وننسى ونهمل ما يعانيه المغاربة. وننسى أن الوضع لم يعد يطاق. وأن صبر المغربي نفد.