قال عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، إن سنة 2021 كانت حافلة تبصمها مكاسب مهمة للدبلوماسية المغربية بخصوص الأولويات التي حددتها السياسة الخارجية ببلادنا. وبخصوص قضية الصحراء فقد ذكر البلعمشي في تصريح ل"كَود" أن قرار مجلس الأمن رقم "2620" شكل تحولا مهما وانتصارا استراتيجيا بخصوص الفهم المتجدد للمنتظم الدولي بعدالة القضية الوطنية، وبتثمين دور المملكة في دعم المسار الأممي، مسجلا أساسا الموقفين الفرنسي والأمريكي. وأضاف: "هذا ما يزكي التحول المهم بخصوص قضية الصحراء المغربية الذي يمثله الإقرار الأمريكي بمغربية الصحراء ودعم سيادته على كل التراب الوطني، وما تلاه من تدابير ومواقف عبرت عنها إدارة بايدن، سواء من خلال اللقاء الذي جمع ناصر بوريطة بكاتب الدولة الأمريكي، أو من خلال تكريس المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية وهو ما ترجمته مناورات الأسد الإفريقي وشملها لمنطقة المحبس بالأقاليم الجنوبية للمملكة". من جانب آخر، أوضح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن "المغرب عزز موقعه ضمن هياكل وأجهزة الإتحاد الإفريقي بشكل من التدرج الذي يضمن الحضور القوي للمغرب في القارة باعتباره المستثمر الثاني بها". ويرى المتحدث: "استراتيجيا يمكن الحديث عن التطور المضطرد للعلاقات المغربي البريطانية، خصوصا بعد انسحابها من الاتحاد الاوروبي، وكذا الانفتاح على تحالفات اقتصادية وأمنية جديدة، ضمن شركات استراتيجية تنضاف إلى العلاقات الكلاسيكية مع دول الخليج العربي ودول غرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي". وتحدث البلعمشي هنا أساسا عن ذلك التوجه الذي عبر عنه اللقاء على المستوى الوزاري بين المغرب ومجموعة "فيسكَراد" والذي يبشر بتطورات مهمة على المستوى الجيوسياسي الذي بات ينخرط فيه المغرب حفاظا على المصالح الحيوية للبلاد سياسيا واقتصاديا. وختم تصريحه ل"كَود" بالتأكيد على أن "المغرب ماض في تنويع شراكاته الدولية خصوصا في بعدها الإقتصادي، وذلك ما يمكن اعتباره توجهات جديدة للسياسة الخارجية المغربية التي عبر عنها الملك محمد السادس في أبريل 2016 خلال كلمته في القمة المغربية الخليجية بالرياض".