لا تزال قضية تفويت اراضي الجموع على كبار المستثمرين بجهة درعة تافيلالت من أجل اقامة مشاريع فلاحية بمنطقة گلميمة، تثير الكثير من الجدل خصوصا بعد دخول مؤسسة منتخبة على الخط. وفي هذا الصدد، علمت "كود" أن الاحتقان الذي عرفته منطقة گلميمة مؤخرا، بعدما أجمع الفاعلين الجمعويين والحقوقيين وممثلي ساكنة واحة غريس، على رفض هذه الاستثمارات نظرا لخطورتها على الفرشة المائية، مما يهدد المئات من الأسر التي تعيش من هذه الواحة. من جانبه، رفض المجلس الجماعي لمدينة گلميمة، هذه الاستثمارات، حيث دعا والي ولاية جهة درعة تافيلالت، بوشعاب يحظيه، إلى ايقاف هذه المشاريع التي قد تؤدي الى استنزاف الثروة المائية التي تزخر بها عيون واحة غريس. وقال المجلس الجماعي في مراسلته الى والي الجهة إن "هذه المنطقة تشكل منظومة بيئية واحية ترتكز في توازنها الإيكولوجي على عنصر الماء أولا والماء أخيرا، بناء على اتفاقيات و معاهدات شفوية و عرفية لتنظيم العلاقات بين القصور داخل الواحات بما في ذلك الموارد المائية والأراضي التابعة للقصور، سواء الزراعية أو الصالحة للرعي". ولتفادي السقوط في مأزق ندرة المياه و نقص صبيها بعيون تيفوناسين، قدم المجلس الجماعي ملتمسا الى والي جهة درعة تافيلالت و عامل إقليمالرشيدية، من أجل « الأخذ بعين الاعتبار حقوق ساكنة واحة غريس و حمايتها من الجفاف الذي قد ينجم عن الاستثمارات الفلاحية و التي ستكون السبب في استنزاف الفرشة المائية، ذلك لأجل ترجمة واقعية للاستراتيجيات الهادفة إلى حماية هذا الموروث الثقافي العريق ». وحسب آخر المعطيات التي حصلت عليها "كود" فإن الوثيقة الصادرة سنة 2017 عن وكالة الحوض المائة بالاقليم، والتي تم تسريبها تزامنا مع البيانات الصادرة عن المجتمع المدني بگلميمة، أحرجت السلطات الولائية التي رخصت لتفويت اراضي السلالات الجماعية الى مستثمرين، ضمنهم برلمانيين ورجل سلطة سابق. وانتفضت ساكنة مدينة گلميمة بعدما سماح السلطات لمستثمرين على تشييد ضيعة فلاحية ماكرو – زراعية بالأراضي الجماعية التي سلمتها الجماعة السلالية لتاديغوست في ظروف غريبة لكون "الوعاء العقاري الجماعي الكائن في المنطقة التي تسمى تاريخيا " أمني " بين تاديغوست وجماعة غريس العلوي يدخل ضمن المنطقة الحمراء التي تم منع حفر الآبار و الأثقاب المائية بها منذ عقود"، وفق بيان صادر عن ممثلي الجماعات السلالية والفعاليات المدنية. ويعيش حوالي سبعون الف نسمة بواحة غريس على حساب عيون تيفوناسين التي تزود الواحة بأكملها بمياه السقي.