أعادت بعض الاستثمارات في أراضي الجموع بإقليم كلميمة، من جديد سيناريو أزمة العطش التي عرفتها منطقة زاكورة بسبب استنزاف الفرشة المائية، حيث أكدت مصادر محلية أن عدد من أباطرة العقار ومستثمرين منهم برلماني من الأصالة والمعاصرة، قاموا بحفر آبار في منطقة كلميمة. وأوضحت مصادر محلية أن "بدء أشغال حفر الآبار بواحة غريس، سيؤدي حتما إلى تهديد الفرشة المائية ومن تم تهديد 50 ألف مواطن من الساكنة الذين يعيشون من خيرات الواحة بفضل عيون مائية". وأفادت ذات المصادر أنه إذا كانت القوانين الجديدة الصادرة في تفويت أراضي الجموع عبر الكراء بمقتضى دفاتر التحملات تعبد الطريق أمام الإستثمارات الكبرى على أراضي الجموع ، فإن ساكنة الجهة في الكثير من المناطق تستقبل مثل هذه الإستثمارات بقلق و خوف شديدين. وفي هذا السياق، أكد سعيد ألعنزي تاشفين المنسق الجهوي لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت، في اتصال مع "كود"، أن دعم الإستثمارات الضخمة في قطاعات مثل التمور يهدد الفرشة المائية الباطنية و هو ما يشكل خطرا حقيقيا محذقا بالأمن المائي للواحات . وأوضح الفاعل الحقوقي ل"كود" أن واحة كلميمة التي تتميز منذ قرون بأهميتها في ضمان الاستقرار و في ما تنتج من اقتصاد اجتماعي تضامني أضحت معرضة لخطر هجوم أباطرة العقار الذين يريدون الإستثمار بمحيط المنابع المائية التي تشكل ما سماه ب " الأمن القومي المحلي " . و في نفس السياق أكد احساين بويزو بصفته ناشطا حقوقيا أن كلميمة على صفيح ساخن حيث أصيبت الساكنة بقلق شديد من جراء ما يروج من إمكانات حفر الآبار فوق منبع تيفوناسين (عين) الذي يزود الواحة بالماء . و اعتبر يوسف الزهني، رئيس لجنة البيئة بجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بفرع كلميمة و من ذوي الحقوق بالجماعة السلالية لقصر كلميمة أن أي مساس بالأمن المائي فواحة كلميمة من طرف هؤلاء المستثمرين الكبار سيدفع نحو رجات خطيرة، لكون فرع كلميمة يعتبر أن إستهداف الفرشة المائية بمثابة إعلان حرب مباشرة ضد الساكنة الواحية . وتقول مصادر حقوقية :" ولأن جهة درعة تافيلالت في معظمها مناخيا و تضاريسيا تنتمي إلى البيئة شبه الصحراوية التي يغلب عليها الجفاف و التصحر و وعورة الطبيعة ، فإن ما يقع على مستوى الهجوم الكاسح لأباطرات العقار على الثروة المائية الباطنية ينذر بفواجع حقيقية". و للإشارة فمعظم مناطق المغرب العميق بدرعة تافيلالت تحديدا تستقطب ضيعات المجهول التي غالبا ما ستؤدي إلى تكرار نفس سيناريوهات زاكورة و تنجداد من حيث استنزاف المتاح من الماء ، خاصة مع ما يقع من استغلال الطاقة الشمسية في استخراج كميات هائلة من المياه . وتابعت نفس المصادر :"الأنكى هو التلكؤ و التسويف في بناء سد وادي غريس الذي يخضع للمؤامرات التي تعرقل استغلال ملايين من الأمتار المكعبة من المياه التي تذهب سدى بسبب عدم بناء هذا السد الإستراتيجي". و أمام عرقلة بناء سد وادي غريس و السماح بالحفر بمحاذاة منابع المياه بالواجبات عموما و بواحة كلميمة تحديدا يضع ألعنزي تاشفين فرضية استهداف مدينة كلميمة. ودق الحقوقي العنزي ناقوس الخطر في أذن كل المسؤولين للتدخل قبل أن تحصل الفاجعة مؤكدا أن الساكنة ستدخل أشكالا احتجاجية حضارية للتنديد بما يستهدف واحة كلميمة من " حرب ناعمة ". https://www.facebook.com/100009449383035/videos/2966513647006919/?sfnsn=mo