يعيش واد غريس، بمدينة كلميمة، التابعة لإقليم الرشيدية، وضعا مترديا، بعد اكتشاف نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، خصوصا من نوع “البوري”، دون أن تعرف لحد الآن أسباب هذه الكارثة البيئية، في حين يرجح جمعويون أن يكون لمطرح عشوائي للأزبال قريب من الوادي علاقة بذلك. وقال هشام البلغيتي، وهو فاعل جمعوي بكلميمة، في حديث مع جريدة “العمق”، إن الأسماك بواد “غريس” وبالضبط على مستوى منطقة “تيفوناسين”، بجماعة “غريس العلوي”، تم اكتشافه يوم السبت الماضي، مشيرا إلى أن هذا الوادي هو منبع المياه التي تسقى بها واحة كلميمة، التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى. وأوضح المتحدث ذاته، أن هذه الكارثة استنفرت الدرك الملكي بكلميمة، حيث قامت عناصر تابعة لمصلحة البيئة، بأخذ عينات من مياه الوادي لتحليلها والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء نفوق الأسماك، مضيفا أن مصالح وزارة الصحة تحركت هي الأخرى وقامت بمعاينة هذه الكارثة. وبحسب البلغيتي، فإن دراسة ألمانية أنجزت سنة 2011، أكدت أن تلوث مياه الوادي راجع لمخلفات مطرح عشوائي يتواجد وسط الشعاب، حيث تختلط بمياه الأمطار التي تصب في منبع الوادي، مشيرا إلى أن تحاليل مخبرية أجريت على عينات من مياه الوادي أظهرت وجود نسبة عالية من الرصاص والكروم. الناشط الحقوقي، فؤاد النامي، كشف هو الآخر، أن مشكل نفوق الأسماك لازال مستمرا بالرغم من محاولات تصريف مياه “تيفوناسين” و”تامدا نمسعود” في واد غريس، لتنقيته من المياه الملوثة، مطالبا في تدوينة على حسابه ب”فيسبوك”، المسؤولين إلى التدخل لإيجاد حل لهذه الكارثة البيئية. وأشار النامي هو الآخر إلى تحاليل أنجزها مختبر متخصص بالدار البيضاء، في عدة قصور بكلميمة، وبينت تلوث الفرشة المائية، والسطحية بكلميمة بدرجات عالية، مضيفا أن التحاليل “بينت وجود مواد خطيرة بالمياه وأصلها مياه الصرف الصحي وترسبات مطارح النفايات المتواجدة بكلميمة وخاصة مطرح كلميمة المتواجد بأسدرم”. التحاليل المخبرية، كشفت بحسب الناشط الحقوقي ذاته، وجود مخلفات مواد التصبين في العينات التي تم إخضاعها للتحليل، مضيفا أن هذه المواد تشكل خطرا على صحة المواطن والحيوان وواحة “غريس”، لافتا إلى أن أولى هذه المخاطر بدأت تظهر للعيان. وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذه التحاليل التي أشرفت عليها جمعية “أراو نغريس” بكلميمة، قد سلمته الجمعية إلى السلطات المحلية ورئيس جماعة كلميمة، وغريس العلوي والسفلي، وإلى السلطات الإقليمية بالرشيدية، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع وإيجاد حلول مستعجلة لهذا الوضع البيئي الكارثي لكن دون جدوى. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة