يعرف «الواد المالح» بمدينة مرتيل، هذه الأيام، نفوق كميات كبيرة من الأسماك، مما أثار استنفار المصالح الطبية والبيطرية. وحلت بعين المكان مصالح المكتب البلدي للصحة بالمدينة لأخذ عينات من الأسماك النافقة، والتي يرجح أغلب الخبراء أن السبب يعود إلى تلوث مياه الوادي جراء مخلفات كيماوية أو لوجود حالة تلوث ناتجة عن تغييرات بيئية. ويعتبر نفوق هذه الأسماك الثالث من نوعه في ظرف سنة ونصف، في الوقت الذي ينفي مسؤولو مدينة مرتيل، تسرب مبيدات كيماوية إلى الوادي من طرف بعض المعامل، فيما قال متحدث عن مصلحة المختبر الجهوي للبيئة إن «مياه الوادي ملوثة جدا»، ما يستوجب أخذ عينات منها للقيام بالتحاليل اللازمة، التي أثبتت أن نفوق الأسماك يعود إلى نقص صبيب المياه العذبة بالوادي، وارتفاع مؤشرات التلوث الناتجة عن المياه العادمة للصرف الصحي، والمياه العادمة للمنطقة الصناعية، اللذين ما زالا، وفق تقرير الرسمي، «يصبان مخلفاتهما بمجرى الوادي»، مما سيؤدي، يستخلص التقرير ذاته، إلى نقص نسبة الأكسجين في الماء، وبالتالي سيسفر عن ظروف غير ملائمة لعيش الأسماك. أما بعض الأطباء البياطرة، فلا يستبعدون أن يكون اختلاط المياه العادمة ببعض الكيماويات، التي تقوم بعض المصانع بإلقائها داخل المياه، وراء نفوق هذه الأسماك، مضيفين أنهم لاحظوا بالفحص الظاهري للأسماك جحوظ العينين وفتح الفم وزرقة بالخياشيم وانتفاخ بمنطقة البطن، وقشورها سهلة النزع، مشيرين إلى احتمال نفوقها خنقا لاختلاط مياه الواد ببعض الكيماويات. وشدد المتحدثون على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية، وإحداث لجنة للبحث في هذه الكارثة البيئية خاصة وأنه تم أخذ عينات من ماء الوادي لإخضاعها للتحاليل الطبية.