تتسم جماعة إنشادن بغنى ثروتها المائية وتوزيعها المتباين ،لكن أمام الاستغلال المفرط والغير العقلاني والضغط المتزايد على الموارد المائية بهذه المنطقة وخصوصا الجوفية منها جعل ساكنة الجماعة يدقون ناقوس الخطر بعد تنامي ظاهرة حفر الآبار التي تضرب في أعماق الأرض مئات الأمتار بالجهة الغربية و الشرقية لحوض سوس و تحذر معها الساكنة باستنزاف الفرشة المائية وتهديد العيون بالتجفف في ظل تراجع مخزون سد يوسف ابن تاشفين أمام توالي سنوات الجفاف ،و بالموازاة مع ذلك ،تعرف المنطقة نشاطا زراعيا مكثفا و عصريا جعل اللجوء إلى استغلال الفرشاة المائية الجوفية أمرا لا محيد عنه،و إذا كانت نتيجة هذا الاستغلال المفرط للمياه الجوفية ايجابية على مستوى المردود الزراعي ،فإن لذلك وقع سلبي خطير على الوضع البييء في المنطقة برمتها أبرزها اندحار مستوى المياه الباطنية في هدا الحوض السقوي ،و أصبحت مهددة بخطر زحف المياه المالحة في حال استمرار الضغط بالطريقة الحالية على المياه الجوفية،ما لم توازيه تدابير استعجالية لمختلف المتدخلين أهمهم وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة باعتبارها الإدارة العمومية المشرفة على تدبير الملك العام المائي بالإضافة إلى السلطات المحلية المدعوة إلى فرض رقابة شديدة على عمليات حفر الآبار التي تباشر هنا و هناك وقد تكون حتى بدون الحصول على التراخيص الضرورية ،كتلك البئر التي يتم حفرها في هذه الأيام بدوار كوحايز بجماعة إنشادن . إن غض الطرف عن استمرار استنزاف الفرشة المائية تحت أي ذريعة كانت، لم يعد ممكنا في الوقت الراهن لكون الاحصائيات الرسمية صادمة بالفعل إذ انتقل الاحتياطي الفردي من الماء بالمغرب من 2500م3 سنة 1980 إلى 1000 م3 سنة 2000 ومن المنتظر أن يصل حسب إسقاطات 2020 إلى 760 م3 للفرد مما يهدد بنذرة المادة التي تتوقف عليها حياة الكائنات الحية و العنصر الأساسي في التوازن الايكولوجي في المستقبل القريب.