وضعت كتابة الدولة في الماء استراتيجية قطاعية من أجل مضاعفة العرض والتحكم في الطلب وضمان إسناد الماء للقطاعات المستعملة، بشكل يسمح بخلق أكبر قيمة مضافة، وذلك بالنظر إلى الضغط المتزايد على موارد الماء والارتفاع المتواصل للحاجيات في مقابل ندرة الموارد والأخطار التي تحيق بها. وتعتمد هذه الاستراتيجية على 10 توجهات: - سدود كبيرة لتعبئة وتخزين المياه السطحية: أي يجب تشييد السدود الكبرى لتخزين الواردات المائية في السنوات المطيرة، بغية استعمالها في فترات الجفاف. وقد أوصت التصاميم المديرية للتهيئة المندمجة للموارد المائية للأحواض المائية بإنجاز برنامج 50 سدا كبيرا بمعدل سدين في السنة حتى سنة 2010 وثلاثة سدود في السنة بعد ذلك حتى 2020. - سدود صغرى ومتوسطة لتنمية العالم القروي: أي إنجاز برنامج للسدود الصغرى، تحقيقا لعدة أغراض (التزويد بالماء الشروب، والري وإرواء الماشية...). - تحويل المياه من المناطق ذات فائض إلى المناطق التي تعرف خصاصا: يتوفر المغرب حاليا على 13 نظاما لتحويل الماء بطول إجمالي يفوق 1100 كلم يمكن من تحويل ما يناهز 2.5 مليار م3 بصبيب أقصى يزيد على 200 متر مكعب في الثانية. وقد تم التعرف على أنظمة جديدة للتحويل يتحتم إنجازها، وأهمها تحويل مليار م3 في السنة من حوض سبو إلى وسط البلاد قلب الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى إمكانيات أخرى للتحويل بين الأحواض، خاصة تحويل ما يناهز 200 مليون م3 من حوض سبو العلوي إلى سهل سايس. بالإضافة إلى ذلك فإن تحويل ما يقرب من 600 مليار م3 من مياه حوض اللكوس وواد لاو نحو الجنوب، وكذا تحويل ما يقرب من 400 مليون م3 من مياه محيطات البحر الأبيض المتوسط نحو حوض ملوية قد تم تحديدها. والهدف المتوخى، حسب الوزارة، هو تقليص التباين بين الجهات وترسيخ روح التضامن بين مختلف أحواض المملكة في ما يخص الماء ومواكبة التطور والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للجهات المتقدمة والمزدهرة، والتي قد تتعرض لنقص حاد في الماء. - تنمية التطعيم الاصطناعي للفرشات المائية والحد من الاستغلال المفرط للموارد الجوفية: تشكل المياه الجوفية قسما هاما من ثروات المملكة المائية، يقدر حاليا حجم المياه المتجددة بما يناهز 4.2 م م3 في حين أن الحجم المأخوذ من الماء يقارب 5 م مكعب. لهذا يلزم إعادة تكوين الرصيد المائي كلما تسنى ذلك عن طريق التطعيم الاصطناعي للفرشات المائية، وقد تم إنجاز بحث وطني في هذا الصدد وشمل 20 طبقة مائية يمكن تطعيمها، يتعرض أغلبها للاستغلال المفرط الحاد. - استكشاف الطبقات العميقة: تعد الفرشات العميقة احتياطا استراتيجيا لا يمكن اللجوء إلى استغلاله إلا في حالة الجفاف القصوى، وذلك لتأمين التزويد بالماء الشروب، لذا وجب القيام بعمليات الاستكشاف الرامية إلى معرفة أفضل للمخزون المائي من خلال إجراء الدراسات اللازمة. - حماية جودة الماء والحد من التلوث: بما أن جودة المياه السطحية والجوفية مهددة بالتلوث، فإن هذا يستوجب بذل المجهودات لتحسين والحفاظ على جودة الموارد المائية، لأن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الميدان يعني ضياع للموارد المائية، في حين أننا نجتاز ظرفية تتسم بندرة قد تؤدي إلى كوارث بيئية. - تنمية الموارد المائية غير التقليدية: وذلك باستكشاف جميع الطرق التي تمكن من استمرارية التزويد بالماء الصالح للشرب، وكذا تلبية جميع حاجيات الاستعمالات الأخرى، منها إعادة استعمال المياه العادمة بعد معالجتها وتحلية مياه البحر وإزالة ملوحة المياه التي تتوفر على نسبة عالية من هذه المادة. - تصميم وتفعيل برنامج إعادة تأهيل المنشآت المائية. - تنفيذ المخطط الوطني للحماية من الفيضانات. - اقتصاد الماء واعتباره ذا قيمة استراتيجية واقتصادية.