[email protected] شكّل القرار الأمريكي القاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء الموقع من لدن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منعطفا جديدا في مسار نزاع الصحراء، مُلقيا بظلاله على كافة مستوياته باعتباره قرارا تاريخيا مكّن المملكة المغربية من ضمان موقفٍ داعمٍ لتصورها من القضية المتعثرة سياسيا منذ إستقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورست كولر منذ 18 شهرا. وفي هذا الصدد، وصف باهية السالك اباعلي الناطق الرسمي باسم حركة صحراويون من أجل السلام، في تصريح خص به "گود"، القرار الأمريكي بالتاريخي، مشيرا أنه قرار للولايات المتحدة الأمريكي كدولة وليس قرارا للرئيس دونالد ترامب أو إدارته الحالية، موضحا أن سلطة القرار بالدول الغربية والكبرى وليدة مؤسسات ولا تخضع لمنطق المزاجات كما هو الحال بالنسبة للعديد من الدول العربية، مبرزا أنه خاضع لدراسة إستراتيجية وليس قرارا عفويا من دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما تطبل لذلك أبواق قيادة جبهة البوليساريو. وأردف باهية السالك اباعلي في تعقيبه على القرار الأمريكي، أنه كان بمثابة الصدمة لقيادة جبهة البوليساريو بالتزامن وهذا التوقيت بالذات، أي ما بعد مسألة الگرگرات، التي حولتها جبهة البوليساريو لبؤرة تُصدِّر لها أزماتها التي تخوضها بهزيمة غير معلنة، مشيرا أن القيادة وضعت بيضها في سلة واحدة ما جعل النهاية تكون بهذا الشكل المؤلم. وأوضح باهية السالك أباعلي أن " القرار المفصلي للولايات المتحدةالأمريكية له ما بعده بالنسبة لمشكل الصحراء الغربية"، موردا "أن البوليساريو وبعد أكثر من 40 سنة من الإنتظار القاتل تعيش مرحلة تآكل داخلية، ومنذ 15 سنة كانت تُسَير المرحلة بهزيمة غير معلنة، ولم تمتلك الشجاعة لمواجهة أناس مغلوبين على أمرهم في حيز جغرافي ضيق على التراب الجزائري بحقيقة ان الأمر بات خارج سيطرتها وبعيدا عن الشعارات القديمة"، مضيفا" أسطوانة البوليساريو انتهت في 13 نونبر الماضي وبعد العاشر من دجنبر توقيت الإعلان الأمريكي". وأكد باهية السالك اباعلي " بالنسبة لساكنة مخيمات تندوف فلا حول لهم ولا قوة"، مسترسلا أن " قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بإمكانه إنهاء النزاع وهو الأمل الذي نبحث عنه كساكنة سابقين لمخيمات تندوف ولسكانها الحاليين، مردفا " نأمل في إنهاء النزاع بسلام ونأمل أيضا في أن تكون تأثيرات القرار في خدمة إنهاء معاناة دامت 50 سنة ونهاية شتات عائلات". وقال المتحدث في سياق متصل " سنة 2020 كانت مليئة بالأحداث المهمة، بيد أن أبرزها كان الإعلان الأمريكي الذي ستكون له تداعيات على المدى القريب والمتوسط والبعيد، متابعا " الولاياتالمتحدةالأمريكية هي صاحبة القلم على مستوى مجلس الأمن الدولي، وأرى بأنه بإمكانها تحريك المياه الراكدة، وستكون أملا في آخر النفق لنا نحن الذين عانينا في المخيمات من آثار هذا النزاع الذي عرقل مشاريع التنمية وإندماج شعوب المنطقة". وأشار المتحدث بلغة الواثق " أرى أن القرار الأمريكي إيجابي وسيفُك شفرة الملف الذي تعاقب عليه مبعوثون أمميون كُثُر ومن العيار الثقيل قاسمهم المشترك فشلهم في خلق دينامية بالملف، غير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتمكن من ذلك لتتفرغ شعوب المنطقة إلى التنمية والتكامل الاقتصادي"، مؤكدا " نحن أمام منظومة عالمية جديدة تتشكل ما بعد جائحة كورونا، وبالتالي فهناك رؤية لصناعة رؤية إستراتيجية حتى في منظومة العلاقات الدولية بتشكيل خريطة جديدة ومناطق نفوذ جديدة، ما يستوجب تكيُّف البوليساريو مع هذا التطور من خلال الإنخراط الإيحابي لتسوية الملف". وختم المتحدث باسم حركة صحراويون من أجل السلام " نحن في الحركة التي تأسست قبل القرار الأمريكي ومشكل الگرگرات دعاة سلام، وهي خيار واحد أوحد وبديل للبوليساريو ولنمطية التفكير القديمة، وعلى يدها سينتهي نزاع الصحراء لنتفرغ للإزدهار والتنمية والتعايش المشترك".