[email protected] فنّد سفير المملكة المغربية بانواكشوط، حميد شبار، الأطروحة التي تروج لها جبهة البوليساريو على مستوى الجارة الجنوبية، مقدما بسطا شاملا ودقيقا لحقيقة نزاع الصحراء والإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والعلاقات الثنائية المغربية الموريتانية على المستويات السياسية والإقتصادية، خلال حوار أجراه مع وكالة الأخبار الموريتانية. وإستهل السفير المغربي في انواكشوط، حميد شبار، الحوار بالحديث عن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مشددا ان القرار تاريخي نسبةً لكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة عظمى سواء سياسيا او إقتصاديا او عسكريا وعضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، مشيرا أن الإعتراف مكسب للمنطقة وسيُسهم في إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مبرزا أن القرار يأتي تتويحا لجهود الملك محمد السادس، ويجسد تناغم الحكم الذاتي الذي أشادت به الإدارة الأمريكية مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويشدد على أن فتح قنصلية في الداخلة ذات مهام اقتصادية سيشجع الإستثمار وهو التوجه الذي يتسق مع توجه الملك محمد السادس فيما يتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية ولعبها لدور ريادي في تعزيز العلاقات مع العمق الأفريقي، حسب السفير. وعلّق السفير حميد شبار في سياق متصل على العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أن الامر يتعلق بإستئناف علاقات كانت قائمة بين المملكة المغربية وإسرائيل، منذ 1994 غداة التوقيع علىى اتفاق أوسلو، إذ إستمر لغاية 2002 عبر فتح مكاتب اتصال في كل من الرباط و تل أبيب، آنذاك، موضحا أن الموقف المغربي منها تميزه الخصوصية المرتبطة بتواجد مليون يهودي من أصل مغربي في إسرائيل من ضمنهم شخصيات قيادية و وزراء في الحكومات المتعاقبة في إسرائيل، وكانوا دائما يحتفظون بعلاقات وطيدة مع بلدهم الأصلي المغرب والعرش العلوي ويزورون بلادهم للإحتفال ببعض الأعياد الدينية و غيرها، مبرزا أن المملكة تحظى بإمارة المؤمنين التي ترعى جميع المغاربة بمختلف معتقداتهم الدينية. وفي معرض رده أفاد حميد شبار، أن المغرب متشبث وداعم للقضية الفلسطينية، الشيء الذي أكه الملك خلال محادثته الهاتفية بمعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشددا أن لا مقايضة بين الاعتراف الأمريكي والإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والعلاقات مع إسرائيل. ومن جانب آخر أكد السفير خلال حديثه عن ملف الگرگرات، أن جبهة البوليساريو مسؤولة عن خرق إتفاق وقف إطلاق النار عندما زجت بعناصرها بغطاء انهم "مدنيون" لغلق المعبر، مشددا أن تواجد هؤلاء وعناصر ميليشيا البوليسلريو في المنطقة العازلة التي مروا منها يعدخرقا بحد شاته لإتفاق وقف إطلاق النار، مستشهدا بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي شددعلى خرقها للإتفاق 53 مرة بين أكتوبر 2019 وشتنبر 2020، والفقرة السابعة من التقرير التي شدد أعرب فيها عن قلقه إزاء تواجدها في المنطقة حاثاإياها على الإنسحاب الفوري منها ودعواته المتتالبة لعدم عرقلة حركة الأنشطة التجارية والمدنية في الگرگرات. وأوضح حميد شبار، أن المغرب قد إلتزم ضبط النفس لمة ثلاثة أسابيع بالتزامن واستفزازات البوليساريو التي استهدفت القوات المسلحة الملكية وعناصر المينورسو قرب الجدار الرملي، مشددا ان المغرب تدخل لإعادة الأمور لطبيعتها بعد فسح المجال لكل المساعي، وذلك بطريقة سلمية دون نية قتالية او هجومية. وأشار السفير في سياق توضيحاته حول الگرگرات، ان التدخل المغربي كان محط ثناء دولي نتيجة لشرعيته ومصداقيته نقيض جبهة البوليساريو التي حصدت الهزيمة والفشل، مسترسلا أن المغرب تدخل لتأمين المعبر باعتباره إستراتيجيا لأوروبا وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا البوليساريو باتت في عزلة تامة بعد تصرفها المتهور، كما تقلصت الدول التي تعترف بها لأقل من ثلاثين، وكذلك المنظمات الإقليمية باستثناء الإتحاد الأفريقي، معرجا على فتح دول أعضاء بالإتحاد لقنصليات عامة لها بالعيونوالداخلة كجزء من العزلة التي باتت فيها. وكذّب السفير ما تروجه البوليساريو بخصوص "الحرب" موردا ان العالم قرية صغيرة، وإلا لغَزت صورها وفيديوهاتها تقارير وسائل الإعلام الدولية، مبرزا أن ترويجها عكَس فعليا كذبها ومغالطاتها، مؤكدا أن الحرب الموجودة فيسبوكية فقط، مسترسلا أن مناوشات البوليساريو لا تلقى أي اهتمام من لدن المغرب، بيد أن أي مساس بأمن المملكة سيلقى ردا حازما وشديدا. وقدم السفير حميد شبار تعريفا دقيقا للمنطقة العازلة التي تحاول البوليساريو الركوب عليها، موضحا أنها أراضي مغربية سلمت للأمم المتحدة عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد إخلاءها من أي تواجد لمليشيات البوليساريو، كما وجه الملك الحسن الثاني في صيف 1991 رسالة للأمين العام للأمم المتحدة يحمل فيها الأممالمتحدة مسؤولية الحفاظ عليها خالية من أي تواجد أجنبي. وذكّر حميد شبار ببناء المغرب للجدار الرملي ما بين 1981 و 1987، إذ ترك مسافة بين منظومة دفاعه وبين الحدود الجزائرية والموريتانية تفاديا لأي مشاكل مستقبلية ناجمة عن ملاحقة ميليشيات الجبهة بالمنطقة، مجددا تفنيده لما تروجه البوليساريو باعتبارها "أراضي محررة" وهي التي لم تشهد حربا منذ 1991.