أظهرت التطوارات الجديدة التى يشهدها ملف الصحراء المغربية، أن الأزمة الدبلوماسية بين الجارتين موريتانيا والمغرب لم يخفف وطأتها تعيين السفراء في انواكشوطوالرباط. وحسب صحيفة "‘أنباء انفو"، الموريتانية، فإن السفير الموريتاني الجديد لدى الرباط محمد الأمين ولد آبي، لم يستقبل- حتى هذه اللحظة- من طرف الجهات السامية في المملكة المغربية وظل تواصل السفير الموريتاني المعين مطلع العام الجاري، محصورا في دائرة القنوات الدبلوماسية المرتبطة بشؤون التدبير العادي، مضيفة أن السفير المغربي حميد شبار المعين لدى موريتانيا في شهر رمضان الماضي، ليس أفضل حالا -وإلى هذه اللحظة- لم يستقبله القصر الرئاسي الموريتاني..ولا يعرف الكثيرون أين هو الآن ..!. واعتبرت ذات الصحيفة، أن التطورات الأخيرة فى ملف النزاع بالصحراء، ورسائل الحزم التي وجهها الملك محمد السادس، إلى جهات دولية فاعلة وفتح الدبلوماسية المغربية قنوات اتصال مع معظم الدول الإفريقية والعربية دون أن يذكر اتصال مع موريتانيا صاحبة العلاقة الوطيدة بملف النزاع كل ذلك وغيره، يؤكد -حسب الصحيفة الموريتانية- وجود توتر حاد في علاقات البلدين، ويعنى بالمحصلة أن تعيين سفير مغربي فى انواكشوط وتعيين سفير موريتاني في الرباط ، لم يغير حالة الفتور القائمة منذ خمس سنوات. ونقلت ذات الصحيفة، عن مصدر دبلوماسي موريتاني، قوله "أن علاقات موريتانيا الدبلوماسية مع المغرب هي الآن في حدودها الدنيا". يذكر أنه ومنذ عدة أشهر لم يزر مسؤول مغربي كبير العاصمة الموريتانية انواكشوط، ولم يجتمع وزير داخلية عبد الوافي لفتيت، مع نظيره الموريتاني أحمدو ولد عبد الله، خلال مشاركة الأخير في أشغال الاجتماع الثاني للجنة التقنية المتخصصة للاتحاد الإفريقي التي احتضنتها الرباط نهاية شهر مارس 2018 . وأكدت في ذات السياق، أن وزير الخارجية الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، يتجنب الوقوف أو الجلوس إلى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة، خلال الإجتماعات والمؤترات الإقليمية والدولية ولم يجمعهما لقاء ثنائي مشترك – حتى اللحظة!. وكان موقع إذاعة فرنسا الدولية (rfi) أكد في وقت سابق حصول انتكاسة قوية خلال محاولة تسوية الخلافات الدبلوماسية بين موريتانيا والمغرب سببتها الزيارة الأخيرة للعاصمة الموريتانية نواكشوط التي قام بها عبد القادر الطالب عمر، القيادي في جبهة البوليساريو، الذي حظي خلال الزيارة بحفاوة كبيرة تمثلت فى استقبالين منفصلين الأول مع الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين والثاني مع رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز. وتأتي هذه التطورات، بعدما اتهم المغرب، قبل أيام، جبهة البوليساريو بنقل "مراكز عسكرية (خيام وآليات) من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي (منطقة عازلة) للصحراء المغربية. واعتبر المغرب ما قامت به البوليساريو "عملا مؤديا للحرب"، و"خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار"، يستهدف "تغيير المعطيات والوضع القانوني والتاريخي على الأرض"، وفرض واقع جديد على المغرب. في مقابل ذلك قالت الأممالمتحدة الاثنين، إن بعثة المنظمة في إقليم الصحراء (مينورسو) "لم تلحظ أي تحركات لعناصر عسكرية تابعة للبوليساريو". ورد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني الأربعاء على المنظمة الأممية بقوله إن "الأممالمتحدة، لا تضبط كل التفاصيل التي تقع على الأرض في (إقليم) الصحراء"، مضيفا "لدينا أدلة تؤكد تحركات البوليساريو في المنطقة العازلة".