توجه في المكسيك بالتعامل مع ملف الوحدة الترابية بمقاربة مختلفة. رئيس مجلس النواب في هذا البلد الأمريكي اللاتيني، بورفيريو مونييز ليدو، شدد على ضرورة قيام المكسيك بمبادرة مستقبلية تراعي كل المستجدات ومبينة على الحقائق فيما يخص قضية الصحراء. وأكد، خلال استقباله رئيس مجلس النواب المغربي لحبيب المالكي رفقة سفير المملكة بالمكسيك محمد الشفيقي، أمس الأحد، على تطابق وجهات نظر البلدين في مجموعة من القضايا، معتبرا أن الانفتاح على المغرب هي مسالة أساسية وتهم المستقبل في ظل التحديات الكبيرة التي يعرفها العالم.
ودعا بلاده إلى ضرورة ارساء تصور لسياسة أفريقية ذات بعد استراتيجي في اطار تبادل المصالح والتعاون مع البلدان الصديقة وفِي مقدمتها المملكة المغربية.
وبخصوص التعاون التشريعي، أكد رئيس مجلس النواب المكسيكي حرصه الكبير على إحداث مجموعة الصداقة المكسيكية المغربية بمجلس النواب المكسيكي، ورحب بإمكانية تبادل الوفود بين المؤسستين، وتنظيم منتدى برلماني مشترك، كما رحب بالدعوة لزيارة المغرب بحر سنة 2019.
من جهته، توجه لحبيب المالكي، الذي مثل الملك في مراسيم تنصيب الرئيس المنتخب، بالشكر على الاستقبال الحار الذي خَصه به نظيره المكسيكي في يوم عطلة، وهو ما يعكس عمق العلاقات الثنائية وقوتها، ويبرهن على المشترك الإنساني والمؤسساتي والقيمي بين البلدين، وهي الدعامات التي تدعو الطرفين الى مزيد من العمل سويا وترجمة هذا التفاهم الى تعاون عملي بين المؤسستين التشريعيتين.
ودعا المالكي إلى ارساء تعاون برلماني تشريعي، سياسي،اقتصادي، تجاري وثقافي مغربي مكسيكي من خلال تنظيم منتدى برلماني يجمع ممثلي المؤسستين التشريعيين، حتى يتسنى لهم التعرف المتبادل على مختلف الأوراش التنموية والإمكانات المتاحة لدى كل جهة.
وبخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة، أكد أن المكسيك لها نظرة تتطلع إلى المستقبل، ولذلك دعا ممثلي الشعب المكسيكي إلى الانفتاح أكثر على الحقائق التاريخية الإقليمية بعيدا عن موروث الحرب الباردة، وهو ما يفرض موقف متوازن يراعي هذه الحقائق.
وأشار إلى أن المغرب يظل رهن الإشارة لكل المعطيات والمبادرات، ومستعد للزيارة الميدانية إلى المملكة من طرف ممثلي الشعب المكسيكي، والنظر بشكل ملموس إلى مختلف الأوراش الديمقراطية والتنموية بالبلد عامة، ومن مدى تنمية الأقاليم الجنوبية المفترى عليها. وفي الأخير، أكد المالكي أن المغرب يراهن على الحكمة والتجربة الطويلة للرئيس Porfirio Muñoz Ledo من أجل هذا الموقف المتوازن.