"واش أنت ضومينَ "هكذا خرجت هذه العبارة من فاه : بلكنةَ سريعةَ، غامضة. المعنى يقل بساطةَ هنا في حانة الميرتوبول يعنيَ " هل أنت شاذ جنسيا قاصر". بدأت الحكايةَ بسؤال وجهه رجل مسنَ عبد اللهَ( 65 سنةَ) إلى سعيد 17سنةَ) بعد تبادل النظرات بين الشيخ والقاصرَ. استمر سعيد في الحملقة في وجه تقسمه التجاعيد ليجيبهٌ بعد برهة:" أيه أنا ضومينَ". يستمران في تلك الحملقة الغريبةَ على إيقاع صخب السكارىَ، تدور بينهما همساتَ غير مفهومةَ، تليه عبارة: لنغير البار أيها الوسيمَ.. موسم الصيدة بالبارات دقائق قليلة سيناديَ "حكيم" ذو الباسي الرياضيَ والوجه الوسيمَ، على عبد الله صاحب النظراتَ الحادةَ، ليشاركه جلسته الخمرية المسائيةَ بحانة وسط شارع محمد الخامس. يستقبل غريمهٌ عبد الله بابتسامة مسروقةَ وحيوية غير معهودة، بعد انتظار طويل في حانة هادئةَ، كانت مُعدة سلفاً لهذا اللقاءَ، حكيم يدخن بشراسةَ ويتطلع إلى تجاعيدَ وجه الشيخَ الذيَ يعرفهُ أكثر من سنيتين. قدم هذا الصبيَ النحيفُ نفسه، وفق ما عاينته "كود"، بلغة شبابية، على أنه طالب في الأولى باكالورياَ فيما ترك الصمت لسعيد الوافد الجديد لكيَ ليعرفَ نفسهٌ على أنه طالب في معهد إلكتروميكانيكَ، ليجيب عبد الله ذو الوجه الأبيضَ "مرحباَ بيكم جميعاً في ليلتيَ" بهذا الأسلوب رحب بالجميع. قدم الشيخ يده المتهرئة لسعيد في سلامَ حارَ تحت نظرات غريبة، تلاحقَ الشيخ "وأبنائهً"،من طرف الزبناء التي لا تمرَ مجاناَ، فكل زبون يهمس أمام صديقه ليسود قلق واضطراب، وضحكات تعلو وتراشق بكلمات الغزلَ مع نادل الحانة الصامتَ،على جلسةَ الشيخ وسعيد وحكيمَ المشبوهةَ "شوف داك الزين آش بغا يشرب". استقبل العجوز بهدوء فضول السكارىَ، ليدفع ثمن المشروبات بغضب وصمت مجهولَ دون أن يلتفت خلفهُ، كان يحسب خطواته خارج الحانةَ رفقةَ "أبنائهُ" وهو يصرخ في وجه حكيمَ: نتلاقاو فبار اللي كاين فدريس لحريزي راك عارفو. أنا غادي نتبعهم". اضطر إلى تغير الحانةَ تحت ضغط الفضوليين. وحدهَ حكيم يعرف سر تحول هذا الرجلَ الذي لا يستسلم إلا في حضن" برهوش "هكذا وصفه غريمهٌ الذي يعرفه بعد خطوات. زبناء جدد الكل يجهل ما يجمع هذا الرجل ذو اللحية المشتعلة بياضاً بقاصرين. حسب ما أكدَ حكيم ل"كود" أن با عبد اللهَ كما يختار أن يسميهَ،"سخي وكلامو طيب"، ولا يهمه سوى الجلوس مع مراهقينَ ومراقبةَ شغبهمَ،والنبش في تجاربهم الجنسيةَ. الساعة تشير السادسة والنصفَ مساء، موسيقى هادئةَ، الحانة شبه فارغةَ،اتجه حكيم إلى مائدة حددت مسبقاً بضيفين جديدين، الأمر يتعلق بأنس ( 15 سنة) والمهديَ( 16سنةَ )قدم نفسه الأول بابتسامة فارغة من المعنى،على انه طالب في شعبة العلوم التقنية رفيق دربه،المهديَ الذيَ يجيب على مكالماته التي تتقاطر دون توقف، فجأة يتطلع إلى وجه حكيم، وبدا كأنه مضطرب،غير مهتم باللقاء مع الشيخ الذي اتفقا معهمَ على هذا اللقاء "الملغومَ". ساد الصمت لدقائق، ورقن على هواتف البعض، ليظهر عبد الله تحت طقطقات حدائه، ويقصد الطاولة "عشاقه"،لتعلوا ابتسامة على وجوهَ أبنائهَ المستسلمين له من حانة الى آخرى،فجأة سيستلم العجوز في سرد آخر تجربة جنسية كانت في سيارته كبيرة الحجيم التي يشتغل بيها في" نقل السياحَ". حينما ركن سيارته قرب فيلاتَ المطلة على شاطى عين دياب بالدار البيضاء، يضيف بدم بارد:َ لقد كان لطيفاً جداً، ويتحدث بالفرنسية ويصفه على آنه "عفريت "مارستُ عليه أكثر من مرةَ بدون مقابلَ. لحظة يشعل سيجارتهُ، ويلفظ عبارته : أنا أمارس وأقبلَ أن نمارسُ أنا وحبيبيَ..و يضيفُ بصرامة رسمت على ملامحهَ: جميع المراهقينَ الذين مارستُ عليهمَ كانت علاقاتيَ بهم مبنيةَ على حبَ". يسرد تجاربه الجنسيةَ للضيوف الجددَ، كما حضرت لذلك "كود"، دونَ أي خجلَ، فهو رجل آخر في الجنسَ هكذا وصفه حكيمَ في حديثه مع سعيد ويشير إلى أنه: يعانيَ من عجز جنسيَ ليسأل المهدي العجوز بضحكة ساخرة : هل صحيح لا تمارس فقط" كتزهىَ" ؟ ليجيب عبد الله بهدوء : أنا أعاني من عجز جنسيَ أكثر من خمسة عشر سنةَ، يداه تداعبُ ساعة الذهبية،وأخرى تلاحقُ شاربهُ ليستمر في بوحه :"أنا مدمن على ممارسة الجنسَ رفقة قاصرين مثلكم ومع الشواذ القاصرينَ"، سيجارته تحترق مع اعترافاته التي لم تتوقف مع من لاعبوهَ وداعبوهَ، ليكملَ تحت دفئ الحانة:" يروقنيَ أطفال الشوارع، ومن يشتغلون في محلات البقالةَ في درب عمر ،أمارس عليهم مقابل خمسون درهمَ، فهم ليسوا شواذ لكن يقدمون أنفسهم بالمقابلَ دون أي شرط".