صدق أو لا تصدق… شركة تويست المنجمية تفصل 25 عاملا منجميا و تطالبهم بتعويض يفوق المليارين من السنتيمات كتعويض عن أضرار تقول الشركة أنها تتكبدها نتيجة الاعتصام الذي يخوضه العمال، منذ ما يزيد عن العشرين يوما، في باطن الأرض بالمركب المنجمي جبل عوام الواقع شرقي مدينة مريرت. المنجميون الخمسة و العشرون، الذين بالكاد يتقاضون الحد الأدنى للأجور، تطالبهم إدارة الشركة بتعويض يومي يصل إلى مائة مليون سنتيم، و لم تكتف بذلك بل أصدرت قرارا بفصلهم عن العمل و رفع دعوى استعجالية ضدهم أمام المحكمة الابتدائية بخنيفرة بتهمة "عرقلة حرية العمل". ملحمة العمال الخمسة و العشرين تتواصل فصولها، منذ يوم 13 أبريل الماضي بمنجمي إغرم أوسار وسيدي أحمد التي تشكل المركب المنجمي جبل عوام، على عمق يصل السبعمائة متر تحت الأرض، و داخل أنفاق مظلمة تقل فيها نسبة الأوكسجين و ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات مرتفعة. المنجميون المعتصمون، و المؤازرين من طرف عدد من زملائهم الذين دخلوا إضرابا عن العمل، رفعوا في وجه إدارة شركة تويسيت المستغلة لمناجم جبل عوام، ملفا مطلبيا من 11 نقطة تتعلق ب"الزيادات في الأجور و في التعويض للمحالين عن التقاعد، و كذا في منحة الكراء و عيد الأضحى، فضلا عن المطالبة بالتعويض عن الساعات الإضافية و تصحيح معادلة المنحة المخصصة للتعويض عن المردودية و الاستفادة من أرباح الشركة، بالإضافة إلى ترسيم العمال المياومين العاملين مع شركات المناولة و توفير التهوية في الأماكن التي توجد في عمق الأرض". الاعتصام، الذي وصفه لحسن شطوبان، المدير المساعد بالشركة، في ندوة صحافية عقدها بالمركز المنجمي تيغزى، بالمفتقد للشرعية بدعوى أن من قاموا به أقلية من25 فردا، ينتمون لالاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قاموا، على حد تعبيره، باحتلال أماكن العمل و اعتصموا اعتصاما غير شرعي بباطن المنجم، مانعين بذلك الأغلبية، التي تنتمي للاتحاد المغربي للشغل و التي تعتبر النقابة الأكثر تمثيلية بعدد منادب الأجراء، من مزاولة أعمالهم داخل المنجم"، مستندا في ذلك إلى مراسلة موجهة من UMT إلى عامل إقليمخنيفرة تطالب فيها المصالح المعنية ب"التدخل الفوري لضمان حق حرية العمل و تفعيل مدونة الشغل و توفير ظروف السلامة لفائدة الشغيلة الرافضة للإضراب". و هي الاتهامات التي نفتها مراسلة ل UGTMموجهة للإدارة أكدت فيها أن "حرية العمل غير معرقلة بمناجم سيدي احمد و اغرم اوسار، و أن المعتصمين لا يعترضون سبيل الراغبين في العمل من مبدأ أن الحق في الإضراب يقابله الحق في العمل". المدير المساعد، و بعدما أكد قيام إدارة الشركة بفصل المعتصمين، زاد و اعترف، بأن نهج التصعيد الذي اختارته الإدارة في التعامل مع المعتصمين بباطن الأرض مرده توجيهات صادرة عن مجلس إدارة شركة تويست شددت على التعامل بصرامة مع المعتصمين حتى لا تتكرر مثل هكذا احتجاجات للعمال بمناجم جبل عوام الثلاث. و هو ما من شأنه أن يصب المزيد من الزيت على النار التي تهدد بحرق جبل عوام، حيث لم تترك الإدارة للمعتصمين أي خيار أمام المضربين، سوى الاستمرار في المعركة التي الاحتجاجية التي دخلت اسبوعها الثالث إذ لا يُعقل أن يقدم هؤلاء على فك الاعتصام و هم يعلمون أن الشركة فصلتهم عن العمل و باتت تطالبهم بما يفوق الملياري سنتيم…