على عمق يفوق الستمائة متر تحت الأرض، و داخل أنفاق مظلمة تقل فيها نسبة الأوكسجين و ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات مرتفعة، يواصل العشرات من عمال شركة تويست المعدنية، منذ يوم الاثنين الماضي، اعتصاما مفتوحا بمنجمي إغرم أوسار وسيدي أحمد التي تشكل المركب المنجمي جبل عوام الواقع بتراب الجماعة القروية الحمام بإقليم خنيفرة. المنجميون المحتجون، و المؤازرين من طرف أفراد عائلاتهم و زملائهم الذين انخرطوا بدورهم في احتجاجات يومية أمام المنجم، رفعوا في وجه إدارة شركة تويسيت ملفا مطلبيا من 21 نقطة تحت شعار "إما عمال بكرامة وحقوق، وإما موت بشرف وعزة"، احتجاجا منهم على ما قالوا أنه خرق من الشركة لقانون الشغل بالمناجم، و كذا قيامها بالطرد التعسفي في حق عدد من المنجميين، و هي المطالب التي قالت مصادر من الحركة الاحتجاجية، ان إدارة الشركة ردت عليها، يوم الاثنين الماضي، بحرمان العمال من وسائل النقل إلى المنجم. خطوة من بين أخرى، وصفها المحتجون بالتصرفات"غير المهنية وغير المسؤولة"و التي تتجلى أيضا، حسب ذات المصادر، في "إعمال إدارة الشركة لمنطق المحاباة بين النقابات و تفضيلها التعامل مع نقابة بعينها دون غيرها"، فضلا عن تعرض المنجميين المنضوين تحت لواء النقابة الجديدة إلى مضايقات وضغوطات مستمرة من طرف الإدارة لإرغامهم على الاستقالة منها والالتحاق بالنقابة السابقة"، و هو الهدف الذي لا تتردد الإدارة من أجل تحقيقه في الضغط على "المغضوب عليهم" عبر "مطالبتهم دون غيرهم بالعمل في ظروف جد قاسية تنعدم فيها أبسط شروط السلامة بل وتحط من كرامة العامل"، يؤكد ذات المصدر. الاعتصام الذي تسبب في شلل تام بمنجم سيدي أحمد بعد دخول عموم المنجميين في إضراب مفتوح، أحدث حالة استنفار في صفوف السلطات المحلية التي سارعت للدعوة لعقد جلسة حوار بمقر عمالة الإقليم، ما لبثت أن انتهت بالفشل في ظل تعنت الإدارة و تشبث المعتصمين و زملائهم بملفهم المطلبي و في مقدمته الزيادة في الأجور خصوصا و أن البعض منهم يتقاضى رواتب تقل حتى عن الحد الأدنى للأجور. محمد فكراوي