من جديد يخيم الموت على مناجم عوام بإقليم خنيفرة إثر فاجعة مصرع عاملين منجميين، وإصابة 11 آخرين بجروح وكسور جد خطيرة، وذلك إثر سقوط مصعد (سكيب) كان العمال يستقلونه تحت عمق حوالي 150 مترا بمنجم «إغرم أوسار» الذي يعد واحدا من مناجم عوام التي تستغلها الشركة المعدنية «تويست»، والتابع لإحدى المقاولات بالمناولة، وكثيرا ما تقدم العمال لإدارة الشركة بالتنبيه لوضعية المصعد الخطيرة إلا أن هذه الإدارة تعاملت مع الأمر بالتجاهل. وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن الضحيتين، الحسين أوناصر وحميد فتوحي، كانا يزاولان مهمتهما مع باقي العمال تحت الأرض، قبل انتهائهما من عملهم وركوب المصعد نحو سطح الأرض، إلا أن هذا المصعد هوى بالجميع بسبب تعطل إحدى قطع غياره التي لم يمض على إصلاحها سوى أقل من أسبوع، ما تسبب في كارثة وفاة العاملين بعين المكان، في حين نقل الجرحى صوب أحد مستشفيات مكناس في حالة خطيرة، حيث لم يفت مصادرنا التأكيد على أن نسبة الوفيات مرشحة للارتفاع. ويذكر أن مناجم عوام قد سجلت، خلال العام الماضي، مصرع ثلاثة عمال في غضون أقل من شهر، هم العامل سعيد الزمزمي، ويشتغل بمقاولة (تيغانمين) التي تباشر أشغالها بالمناولة من الشركة المنجمية الأم، والذي لقي حتفه اختناقا في انهيار شحنة من الأتربة والأحجار على جسده، ثم العامل مصطفى فوغالي، ويشتغل قيد حياته لحساب مقاولة (كولدمين)، وقد لقي مصرعه، بسقوطه في نفق أرضي (بئر) عمقه حوالي 60 مترا، وبعدهما العامل الثالث عصام الراجي الذي يعمل بمنجم إغرم أوسار تحت إمرة مقاولة المناولة (سطار ميلتي ترافو)، والذي لقي حتفه إثر صعقة كهربائية أصابته بباطن الأرض. وسبق ل «الاتحاد الاشتراكي» أن تناولت أكثر من مرة الأوضاع المأساوية والحوادث المؤلمة التي يشتغل فيها عمال مناجم عوام، سيما عن طريق مقاولات بالمناولة لا تحترم كامل الحقوق والشروط المعنية بالصحة والسلامة والتأمين الاجتماعي، مع استمرار تشغيلهم في ظروف جد مأساوية وبأجور مخجلة وأوقات العمل لا تتناسب وظروف الاستغلال، أو تساير بنود المقتضيات المنصوص عليها في مدونة الشغل وقانون العمل بالمناجم، إضافة إلى افتقار الشركة لما يكفي من سيارات الإسعاف، والتي انفضح وضعها إثر المأساة الأخيرة.