في حادث كارثي جديد، وخلال أقل من شهر، علمت «الاتحاد الاشتراكي» بنبأ مصرع عامل ثالث، بعد منتصف الليل بساعات قليلة، من فجر يوم الثلاثاء سادس نونبر 2012، بباطن الأرض بأحد مناجم عوام، إقليمخنيفرة، وهو من المناجم الثلاثة التابعة للشركة المنجمية تويسيت، وتحديدا بمنجم إغرم أوسار، لينضاف بذلك إلى ضحايا «مناجم الموت»، حيث أفادت المعطيات الأولية أن هذا العامل (سعيد الزمزمي -38 سنة)، وهو أب لطفلين، ويشتغل بمقاولة (تيغانمين) التي تباشر أشغالها بالمناولة من الشركة المنجمية الأم، قد لقي حتفه بباطن الأرض في انهيار شحنة من الأتربة التي كان بصدد شحنها، وتم انتشاله من تحت الأنقاض ونقل جثته إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة. ويذكر أن مناجم عوام قد استيقظت تباعا على مصرع عاملين آخرين، في غضون أقل من أسبوعين، منهما عامل يشتغل قيد حياته لحساب مقاولة (كولد مين)، كان قد لقي مصرعه، بعد زوال يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2012، بسقوطه في نفق أرضي (بئر) عمقه حوالي 60 مترا، ويتعلق الأمر بالمسمى مصطفى فوغالي، أب لطفل واحد، والذي كان ينوي الصعود من باطن الأرض عبر أحد المصاعد المنجمية الصغيرة، وفق مصادرنا، إلا أن الحظ لم يحالفه هذه المرة ليفارق الحياة في ظروف مأساوية. وقبله عامل يعمل بمنجم إغرم أوسار، لقي حتفه أيضا، يوم الأربعاء 10 أكتوبر 2012، إثر صعقة كهربائية أصابته بباطن الأرض، ويتعلق الأمر بالمسمى قيد حياته عصام الراجي، لا يتجاوز عمره 23 سنة، ويشتغل لحساب مقاولة بالمناولة (سطار ميلتي ترافو). وبمصرع العامل الثالث كان طبيعيا أن تخيم موجة واسعة من السخط والغضب بين جميع العمال، ومن خلالهم مختلف أوساط الرأي العام بالقرية المنجمية تيغزى وباقي أرجاء مريرت وخنيفرة، ومكونات المجتمع المدني، على خلفية الوضعية الرهيبة التي تحصد أرواح العمال بهذه المناجم في غياب أدنى شروط السلامة والصحة والوقاية من الأخطار، وفي غياب أدنى اهتمام من لدن الجهات المعنية والمسؤولة، والأطراف الساهرة على ضمان القوانين المنصوص عليها في ما يتعلق بظروف العمل بالمناجم.