عاد شبح الموت مرة أخرى ليخيم على مناجم عوام بإقليم خنيفرة بعد مصرع عامل منجمي آخر، يوم الخميس 14 نونبر 2013، تحت سطح واحد من هذه المناجم التي تستغلها الشركة المعدنية «تويست»، وذلك نتيجة انفجار بمنجم «إغرم اوسار» التابع لمقاولة بالمناولة (كولدمين)، فيما أصيب آخر بجروح بليغة. وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن الضحية، محمد توفيق، كان يزاول مهمة معالجة مدخنة تحت الأرض، فلامست آلته كمية من المتفجرات المستعملة في المناجم ليحدث انفجارا قويا، ما تسبب في مصرع المعني بالأمر نتيجة إصابته إصابات مميتة على مستوى الرأس والأطراف، ولم يمهله الموت وقتا طويلا لنقله للمستشفى الإقليمي بخنيفرة لتلقي الإسعافات الضرورية، وهو في عقده الخامس وأب لطفلين، وفق المعطيات المتداولة. ويذكر أن مناجم عوام قد سجلت، خلال العام الماضي، مصرع ثلاثة عمال في غضون أقل من شهر، هم العامل سعيد الزمزمي، ويشتغل بمقاولة (تيغانمين) التي تباشر أشغالها بالمناولة من الشركة المنجمية الأم، والذي لقي حتفه اختناقا في انهيار شحنة من الأتربة والأحجار على جسده، ثم العامل مصطفى فوغالي، ويشتغل قيد حياته لحساب مقاولة (كولدمين)، وقد لقي مصرعه، بسقوطه في نفق أرضي (بئر) عمقه حوالي 60 مترا، وبعدهما العامل الثالث عصام الراجي الذي يعمل بمنجم إغرم أوسار تحت إمرة مقاولة المناولة (سطار ميلتي ترافو)، والذي لقي حتفه إثر صعقة كهربائية أصابته بباطن الأرض. وسبق ل «الاتحاد الاشتراكي» أن تناولت أكثر من مرة الأوضاع المأساوية والحوادث المؤلمة التي يشتغل فيها عمال مناجم عوام، سيما عن طريق مقاولات بالمناولة لا تحترم كامل الحقوق والشروط المعنية بالصحة والسلامة والتأمين الاجتماعي، مع استمرار تشغيلهم بأجور مخجلة لا تتناسب وظروف الاستغلال أو تساير بنود المقتضيات المنصوص عليها في مدونة الشغل وقانون العمل بالمناجم.