أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" قيام أعضاء من اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، جهة بني ملال- خريبكة- خنيفرة، صباح يوم الخميس 8 نونبر 2012، بزيارة ميدانية لمناجم عوام، إقليمخنيفرة، وذلك للوقوف على الأسباب والملابسات الحقيقة وراء مصرع ثلاثة عمال في حوادث شغل متفرقة، وفي غضون أقل من شهر، دون تمكن مصادرنا من الإلمام بما سجلته اللجنة الحقوقية ضمن أوراقها التي من المقرر أن ترفعها لمجلسها الوطني قبل تعميم نتائجها. وقد أكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في تصريحاته بالمناسبة أن اللجنة ستباشر إنجاز تقريرها حول هذه المناجم، وتعلن عن فحواه في غضون الأسابيع المقبلة. وقد قام وفد اللجنة الجهوية، في حضور رئيس اللجنة ذ. علال البصراوي، بعقد لقاء بمسؤولي إدارة الشركة المنجمية تويسيت التي تباشر استغلال مناجم عوام، في شخص مديرها، حيث تركز اللقاء حول ظروف العمل بهذه المناجم ومدى احترامها للقوانين المعمول بها، ولشروط السلامة والتطبيب، وحول الأسباب الحقيقية وراء وفاة العمال الثلاثة، ثم ما يتعلق بحوادث الشغل التي عرفتها ذات المناجم، وبالتالي قامت اللجنة بمجالسة بعض العمال المنجميين لملامسة ما يشكون ويعانون منه، سواء منهم العاملين لفائدة الشركة أو للمقاولات المناولة، أو العمال الموسميين والمؤقتين، بينما استمعت اللجنة الحقوقية لمندوب العمال وممثلين عن النقابات الممثلة لهم. وصلة بالموضوع، عقدت اللجنة لقاء مع عدد من الفعاليات الجمعوية، هذه التي تناولت جوانب مختلفة من ملف مناجم عوام، ومعاناة الساكنة المحيطة بهذه المناجم، دون أن يفوت بعض هذه الفعاليات، حسب مصادر متطابقة، التذكير بأحداث الهجوم على شباب ومعطلي ونساء قبيلة أيت سيدي أحمد وأحمد من طرف قوات العمومية، خلال صيف العام الماضي، أثناء اعتصامهم للمطالبة بحقهم في الشغل وجبر ضرر منطقتهم جراء مظاهر الاستغلال المنجمي، وما ينجم عنه من أضرار بيئية ومجالية ومائية. ولم يفت الفعاليات الجمعوية، التي رافقت وفد اللجنة الحقوقية، اغتنام الفرصة في مطالبتها من مدير المناجم نهج سياسة تواصلية جديدة، حيث وعدهم بلقاء قريب، على حد معلومات مصادر جريدتنا. وفد اللجنة الجهوية لحقوق الانسان قام بالمناسبة، مرفوقا بعدد من نشطاء المجتمع المدني والإعلامي، بزيارة لأحد المناجم التي تسيرها الشركة المنجمية تويسيت، وهو جبل عوام الذي يعتبر الأقدم على مستوى المناجم الثلاثة المعروفة بالمنطقة، وهي عوام، إغرم أوسار، وسيدي أحمد واحمد، والتي يصل مجموع عمالها أزيد من 500 عاملا، حيث أجرى الوفد جولة ميدانية لمختلف مرافق المنجم وتطلع عن كثب على أوضاعه، وعلى مدى توفر هذا المنجم على شروط الصحة والسلامة والوقاية من الأخطار. كما استمع لعدة شروحات حول تاريخ هذا المنجم، وعمقه اليوم يزيد عن 650 مترا وعرقه المعدني أكثر من كيلومترين ونصف، حيث يكتنز ثروة معدنية هائلة من الرصاص والزنك والفضة. وتنطلق زيارة اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان لمناجم عوام من مبدأ الحماية والنهوض بحقوق الانسان، الذي يستند بالأساس إلى حق الحياة الذي يضمنه دستور البلاد ومختلف المواثيق الدولية، وذلك إثر سقوط ثلاثة قتلى بباطن الأرض في غضون أقل من شهر، منهم العامل سعيد الزمزمي (38 سنة)، ويشتغل بمقاولة (تيغانمين) التي تباشر أشغالها بالمناولة من الشركة المنجمية الأم، والذي لقي حتفه اختناقا في انهيار شحنة من الأتربة والأحجار على جسده، ثم العامل مصطفى فوغالي، ويشتغل قيد حياته لحساب مقاولة (كولد مين)، وقد لقي مصرعه، بسقوطه في نفق أرضي (بئر) عمقه حوالي 60 مترا، وبعدهما العامل الثالث عصام الراجي الذي يعمل بمنجم إغرم أوسار تحت إمرة مقاولة المناولة سطار ميلتي ترافو، والذي لقي حتفه إثر صعقة كهربائية أصابته بباطن الأرض. ويشار إلى أن وفدا من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، جهة بني ملال- خريبكة- خنيفرة، كان قد قام، صباح الثلاثاء 30 أكتوبر الماضي، بزيارة للسجن المحلي بميدلت، وبعدها بيوم واحد للسجن المحلي بخنيفرة، في إطار ممارسة المجلس لاختصاصاته التي تؤطرها مقتضيات الظهير المحدث له، خاصة المادة 11 المتعلقة بزيارة أماكن الاحتجاز للاطلاع على ظروفها الانسانية وأحوال سجنائها. وموازاة مع ذلك قام وفد اللجنة الجهوية، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، بزيارة تفقدية لغابة بضواحي آيت عياش بإقليم ميدلت، للاطلاع عن قرب على مدى مظاهر الاستنزاف والتدمير التي تتعرض له الثروة الغابوية بالإقليم. كما لم يفت وفدا من ذات اللجنة الجهوية، في حضور الرئيس ذ. علال البصراوي، عقد لقاء خاص بخنيفرة مع عدد من ممثلي الأندية التربوية التي تشتغل بالمؤسسات التعليمية، حيث سجل الوفد الحقوقي، من خلال نقاش موسع، مختلف الاشكالات والإكراهات التي تعاني منها هذه الأندية، والسبل المطلوبة لتفعيلها وتطويرها، في أفق قيام اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بتنظيم يوم جهوي للأندية التربوية.