أفادت مصادر عليمة من مريرت، إقليمخنيفرة، أن عاملين بالشركة المنجمية تويست بجبل عوام قد تم اعتقالهما، ليلة الجمعة 11 مارس الجاري، بتهمة سرقة وبيع كمية من المتفجرات المستعملة في استخراج بواطن المناجم، وقد جاء الاعتقال، حسب مصادرنا، على يد أفراد من الدرك الملكي قدموا من شفشاون حيث تم العثور على كمية المتفجرات لدى شخص هناك لم نتوصل لحقيقة ما كان سيفعله بالمتفجرات، إذا لم يكن ينوي استعمالها في حفر الآبار. وأثناء التحقيق معه اعترف بأنه يقتني هذه المتفجرات من عامل متقاعد من مناجم جبل عوام بمريرت، هذا الأخير الذي قاد بتصريحاته إلى اعتقال عامل بالشركة المنجمية تويسيت قال بأنه يزوده بالمتفجرات المخصصة للمناجم. ويأتي الحدث ليخلق، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، ارتباكا وفزعا بين أوساط عمال مناجم عوام الذين كانوا ينتظرون أن تعمل الشركة على الاستجابة لمطالبهم التي خاضوا من أجلها معركة نضالية، قبل أيام قليلة، نجحوا حينها في شل العمل، على مدى ثلاثة أيام، بمناجم جبل عوام وإغرم أوسار وسيدي أحمد، حيث وضع حوالي 700 عامل مؤقتين ومرسمين حدا للصمت والاستغلال البشع، ودخلوا في إضراب عن العمل واعتصام مفتوح أمام وحدات الإنتاج بالمناجم الثلاث، بعد أن كانت المعارك السابقة، تؤكد مصادرنا، لا تتعدى منجما واحد، ما يسهل على الباطرونا قطع أوصال كل حركة احتجاجية، وكم تلقى العمال المنجميون إثرها من ضربات متكررة خلفت العديد من المشردين والمطرودين، ناهيك عن الاعتقالات والمتابعات القضائية، بينما الشركة المنجمية تويسيت تباشر عملية استخراج الفضة والزنك والرصاص ومعادن أخرى، وتستعين بمقاولات بالمناولة بهدف التنصل من مسؤولياتها أمام حقوق ومطالب العمال. ولم يكن أي متتبع ينتظر حدوث اعتقال أحد عمال المتفجرات فور خروجه من المنجم، وتزامن ذلك مع توقيع نقابة العمال والباطرونا المنجمية على بروتوكول لم يرض جميع العمال بالنظر لكون مجموعة من المطالب الأساسية قد تم تغييبها، والمتجلية أساسا في الترسيم والتعويض عن السكن والتأمين عن الأمراض المهنية، ومسلسل الإهانة والتعسفات التي يتعرضون لها من جانب بعض الإداريين، والزيادة الهزيلة في الأجور. ومن حق الكثيرين، حسب مصادرنا، وضع أكثر من علامة استفهام حول «ملف سرقة المتفجرات» وما تلاها من مساطر زجرية وعقابية، ومقارنتها مع الذين يستنزفون ثروات المنطقة المعدنية ويستغلون العمال المنجميين ويهضمون حقوقهم بالمكشوف دون مساءلة أو معاقبة، وأمام مرأى ومسمع من المسؤولين، سواء كانوا في المنجم أو من السلطات الأمنية بالمنطقة، وجميعهم على علم وبشكل دائم بكمية المتفجرات المستعملة بالمنجم والاشخاص الذين توكل لهم مهمة استخدام المتفجرات في المنجم.