شهدت الساحة السياسية بمدينة طنجة خلال الأسابيع الماضية "هجرات سياسية كبرى" بحثا عن التزكية للتقدم إلى الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 25 نونبر المقبل، بعد تأكد مجموعة من السياسيين عدم حمل ألوان الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها. وأفادت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية بطنجة ل"كود" أن تنافسا محموما بين قطبي الحزب على صعيد مدينة طنجة، ويتعلق الأمر بكل من الخبير الاقتصادي والكاتب الجهوي نجيب بوليف والأستاذ الجامعي عبد اللطيف بروحو حول قيادة لائحة المصباح بإقليم طنجةأصيلة. كما اصبح طموح دخول قبة البرلمان يراود المنسق الإقليمي البشير العبدلاوي الذي لا يرى ضرورا في ترشح نجيب بوليف لولاية برلمانية ثالثة.
حيرة إخوان بنكيران تفاقمت بعد موافقة الأمانة الوطنية للعدالة والتنمية على انضمام سمير عبد المولى وتخويل الأمانة الجهوية مسؤولية دراسة انضمام العضو السابق بالمكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة والعمدة السابق لمدينة طنجة سمير عبد المولى، المخرج الذي قد يلجأ إليه الحزب لترضية الوافد الجديد والقواعد على السواء يكمن في دعم سمير عبد المولى للترشح في مسقط رأس والده بإقليم سيدي قاسم. أخبار أخرى تحدثت أن سمير عبد المولى قد لا يترشح للانتخابات التشريعية وأنه سيركز على البلدية في محاولة للحصول على منصب عمدة طنجة مرة أخرى.
كما شهدت صفوف الحركة الشعبية بالإقليم فورة تنظيمية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ارتقى سمير بروحو من منسق إقليمي إلى منسق جهوي، ومن المنتظر أن يحصل على تزكية حزب السنبلة خلال الانتخابات المقبلة. والتحق بالحركة أيضا البرلماني ورئيس المجلس الإقليمي عبد الحميد أبرشان الباحث عن رئاسة مجلس جهة طنجةتطوان بعد خلافات تنظيمية مع الحزب الدستوري الذي كان ينتمي إليه، والذي قد يحجم عن ترشيح منسقه الإقليمي محمد الزموري الذي رفعت صورته ضمن لائحة الفساد بطنجة.
كما التحق بالحركة أيضا عبد الرحمان الأربعين الذي يعد واحدا من الأوجه الانتخابية البارزة التي صنفتها حركة 20 فبراير ضمن رموز الفساد، وجاء قرار الأربعين بعد تأكده من عدم الحصول على تزكية التجمع الوطني للأحرار الذي كان ينتمي إليه.
رفاق مزوار كانوا الخاسر الأكبر من هذه الهجرات الجماعية، بعد الأربعين، سجل "فرار" الأستاذة الجامعية سعيدة العثماني إلى حزب التقدم والاشتراكية جراء مضايقات تعرضت إليها على يد رفاقها في التجمع، الذي من المنتظر أن يدعم منسقه الجهوي محمد بوهريز ابنه خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة ما زال حبيس ضعفه التنظيمي بعدما فشل في استقطاب مستشارين جدد بالجماعة الحضرية، ولم يعد المنسق الجهوي وعمدة طنجة فؤاد العمري يحظى بدعم قواعد التراكتور، وسيبقى الترشح إلى البرلمان محصورا بينه وبين رئيس غرفة الصناعة التقليدية امحمد الحميدي، الذي استقال من عضوية مجلس المدينة سابقا لتمكين العماري من العمودية.
الأحزاب الكبرى فقدت بريقها بمدينة طنجة، حيث لم يعد لحزب الاستقلال أو الاتحاد الاشتراكي أي بريق سياسي قادر على استقطاب المواطنين، رفاق الاتحاد الاشتراكي يتجهون لدعم رئيس المجلس الوطني لهيئة الخبراء المحاسبين عبد اللطيف البرنوصي، بينما قد يدعم الاستقلال رئيس مصلحة الطب الشرعي بطنجة جمال بخات.