من المفارقات الغريبة التي تطبع تسيير بعض المجالس الجماعية بالمغرب، في استهتار واضح بصحة وسلامة المواطنين.. ما يجري بجماعة سيدي بوعثمان بنواحي مراكش، حيث يصر الرئيس على أن يستهلك المواطنون لحوما تنقل في ظروف أقل ما يقال عنها انها ظروف غير صحية وغير سليمة، وتهدد سلامة وصحة مستهلكيها. وحسب ما أفادت به "كود" مصادر مطلعة من حاضرة سيدي بوعثمان باقليم الرحامنة، فان رئيس المجلس الجماعي رفض الترخيص لسيارة نقل اللحوم التي كانت تستحيب للمتطلبات الصحية لنقل هذه المادة الاستهلاكية لحسابات سياسوية ضيقة، وحرم المستثمر الذي كان يقوم بهذه المهمة، رغم توفره على سيارة ذات مبرد، ليفسح المجال لنقل سقائط الأكباش والبقر عبر عربات مجرورة بالدواب، في تحد صارخ واستهتار بصحة وسلامة المستهلكين.
فبعد سنوات من ممارسته لهذه المهمة، تصل الى حوالي 20 سنة، بواسطة سيارة بمبرد قرر رئيس المجلس البلدي لسيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة، حرمانه من هذه المهمة برفضه تجديد الرخصة. وحسب ابن صاحب سيارة نقل اللحوم الذي غدا معيل هذه الأسرة، فان رئيس البلدية طالب والده بتجديد هيكل السيارة "المجمد"، وبعد تكلفه مصاريف التجديد، فوجئ بامتناع الرئيس عن تجديد الرخصة لا لشيء سوى لنزواته الشخصية على حساب صحة المواطنين. لتصير عملية نقل اللحوم تتم على متن العربات المدفوعة والمجرورة "الكروسات و الكاروات" منذ أزيد من 15 يوما، في غياب واضح لكل مواصفات النقل الصحي والسليم للحوم.