شباب مغاربة يقترحون حلولا مبتكرة للإجهاد المائي

اختتمت أمس الثلاثاء بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، النسخة الثانية من هاكاثون الابتكار الطلابي 2024، Students''" Innov''Up2024"، الذي ركز على موضوع "تحويل الإجهاد المائي إلى محرك للصمود".
وقد جمع هذا الحدث، الذي نظمته بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب بالتعاون مع البنك الأوروبي للاستثمار والجامعة الأورومتوسطية بفاس، طلبة من رواد أعمال موهوبين ومبتكرين، الذين قدموا مقترحات حلول مستدامة لمواجهة الإجهاد المائي الذي يشهده المغرب.
وفي كلمته خلال اليوم الختامي، أبرز نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، السيد دانييل دوتو، التزام ودينامية المشاركين الشباب الذين عملوا، بالموازاة مع متابعة دراستهم، على مدى أسابيع من أجل تطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة ومجدية اقتصاديا، ولها تأثير إيجابي على البيئة والمجتمع.
وشدد على أهمية التئام فرق قادرة على تقديم أجوبة ملموسة لتحدي الإجهاد المائي، وهي مشكلة لا تؤثر على المغرب فحسب، بل على حوض البحر الأبيض المتوسط برمته، مبرزا القيمة المزدوجة لهذا الهاكاثون الذي يسمح للطلبة بتطوير مهاراتهم ضمن نموذج أعمال وتطبيق معارفهم الأكاديمية بطريقة ملموسة، مع تحديد الحلول القابلة للتصدير خارج الحدود المغربية.
وأعرب نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب عن "إعجابه" بجودة المشاريع المقدمة، معبرا عن تفاؤله بالمستقبل، إذ يرى في هذا الشباب قوة حية في طور التكوين، ليس فقط على المستوى الأكاديمي، بل عمليا أيضا .
ومن جهته، أبرز نائب رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس المكلف بالبحث والابتكار والشراكات، السيد عثمان بنموسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ثراء وتنوع الأفكار التي قدمتها الفرق القادمة من مختلف مناطق المغرب.
وشدد على أن الابتكار لا يقتصر على الجانب التقني أو التكنولوجي، بل يشمل أيضا الجانب التسويقي والتجاري، مما يسلط الضوء على الإمكانات التجارية للمشاريع التي يتم تطويرها.
وأشار السيد بنموسى إلى أن موضوع الإجهاد المائي، الذي تم تناوله خلال هذا الهاكاثون، يمثل قضية رئيسية ليس فقط بالنسبة للمغرب، ولكن أيضا بالنسبة لحوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله وما هو أبعد منه، والذي تفاقم بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبحسب المنظمين، فإن هذه المرحلة الأخيرة التي أقيمت يومي 16 و17 دجنبر 2024 بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، شكلت اختتام مرحلة ما قبل الهاكاثون التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع تقريب ا، حيث استفاد 11 فريق ا تم اختيارهم من بين أكثر من 200 ترشيح من برنامج تكويني مكثف.
وتحت إشراف مكونين ومدربين من عالم ريادة الأعمال، تمكن المشاركون من هيكلة وتحسين أفكار مشاريعهم حول البيئة والتنمية المستدامة. وفي نهاية هذه المسابقة، قامت لجنة التحكيم المكونة من خبراء باختيار ثلاثة فرق خلال المرحلة النهائية من الهاكاثون. وفازت شركة "Hydrovision" بالجائزة الأولى عن مشروعها "Aqua Us" الذي يعمل على إذكاء الوعي بشأن الحفاظ على الماء من خلال تطبيق تفاعلي.
وعادت الجائزة الثانية لشركة "Pure Aqua White" عن نظام الترشيح البيئي المعتمد على النفايات الصناعية، فيما آلت الجائزة الثالثة إلى شركة "Créatech" عن مشروعها Aquatech الذي يحول رطوبة الهواء إلى مياه صالحة للشرب.
كما تم منح جائزة "coup de cœur" من لجنة التحكيم لفريق "Raha" عن لعبته التعليمية "HydroPoly". وسيستفيد الفائزون من دعم ما بعد الهاكاثون لتحسين مشاريعهم.