سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدروس القاتلة: بدايات الاغتيالات واحدة هي تكفير وردة.. خروج عن الملة.. مس بالثوابت.. وبعدها شحذ وحشد لنصرة الماضي المنغلق الذي يغتال تراثنا المشترك وعقيدتنا المشتركة ويغتال العقل والأرض والوطن..
عندما اغتيل شكري بلعيد.. انتظرنا إدانة لم نسمعها ولم نقرأها.. عندما اغتيل البراهمة انتظرنا تنديدا لم نسمعه ولم نره.. قبل هؤلاء لم نقرأ نقدا ذاتيا لمن لطخوا أيديهم بدم عمر بن جلون.. ولم نسمع طلبا للعفو لاغتيال فرج فوده لا شفهيا ولا مكتوبا ولا منقولا .. ولا دقيقة صمت لاغتيال بنازير بوتو.. في كل هذه الأسماء نجد أفكارا حرة اغتيلت على يد التطرف.. هي أسماء بصمت شعوبها بروح الاختلاف والنقاش، لكن اللون الأحمر موشوم برائحة الموت غطى جسدها المناضل. انتظارنا مازال قائما.. وتعايش البعض مع الدم لازال مستمرا بشكل أو بآخر. بدايات الاغتيالات واحدة.. هي دروس تليها دروس تعتبر النقاش إما مرفوضا جملة وتفصيلا أو جاء في وقت غير مناسب أو عليه أن يؤجل لأن الخبز قبل العقل.. واللقمة الفاقدة لمدلولها المرتبط بقيم العمل والتشارك قبل الفكر.. وأن الفكر الممتد على مساحات المستقبل لن يصمد أمام الماضي الذي يؤول حسب محترفي تقابل الحلال والحرام الذي يلغي الإنسان ويلغي ذاته المجتهدة من أجل المستقبل.
البدايات لا تكون رصاصة ولا خنجرا ولا عبوة ناسفة.. البدايات هي كلمة خيطت حروفها بدقة مغلفة بكفن الموت .. الأفواه التي ترددها تحولها إلى قصاص قاتل مدم.. لاغ للعقل ولاغ للإنسان وللحق في الحياة.
البدايات هي تكفير وردة.. خروج عن الملة.. مس بالثوابت.. وبعدها شحذ وحشد لنصرة الماضي المنغلق الذي يغتال تراثنا المشترك وعقيدتنا المشتركة ويغتال العقل والأرض والوطن..
الوطن يقول ليست هناك جهة دينية تحتكر تعريف المسلم وغير المسلم أو اليهودي أو غير اليهودي والمسيحي أو غير المسيحي والكافر والمرتد، وبما أنه يمكن لأي كان من خلال درس أو دروس قد تستمد مرجعيتها من دين ما أو من الديمقراطية ذاتها أو العوز الاجتماعي، أو لجهات متعددة جدا، أن تبادر إلى التكفير، وتطبيق "حد الردة" على الكفرة المزعومين، فإن هذا يجعل الكثير من أبناء وطن الاختلاف والتنوع والتسامح، منذورين للإبادة والاغتيالات وهدر الدم.
عقيدتنا تؤمن بأن حرية الاعتقاد الديني مقوم لمفهوم الدين ذاته، لا يستقيم من دونها، وهي شرط ذاتي للإيمان، يستطيع الإسلاميون أن يرفضوا ذلك قدر ما يشاؤون، ويوقعوا من الأذى على غيرهم قدر ما يستطيعون، لكن هذا لا يغير من الأمر شيئا: الحرية سابقة للدين والأصل في الدين هي حرية المعتقد.
عقيدتنا وهي جزء من مشتركنا في الوطن تقول أيضا أن حرية المسلمين كجماعة مرهونة بحرية المسلمين كأفراد، وأساسا حريتهم الدينية.