أعربت إسبانيا، في البيان المشترك الصادر عقب أشغال الدورة ال11 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا، الذي انعقد اليوم الجمعة بمدريد، عن دعمها لاستراتيجية المغرب في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح البيان أن هذه الاستراتيجية تتجلى في تعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية الشاملة وتعزيز التسامح الديني. من جانب آخر، عبر الطرفان، في (البيان المشترك)، عن "ارتياحهما للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب النووي"، كما عبرا عن التزامهما بتعزيز هذا التعاون من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة، مثل تنظيم التدريبات المتعلقة بالنقل الآمن للمواد النووية والمشعة، الذي أقيمت خلال هذا العام بشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعرب الجانبان، كذلك، عن "ارتياحهما لمساهمة المغرب وإسبانيا كرئيسين لمجموعتي عمل من أجل إعداد خطة عمل سيتم اعتمادها في القمة المقبلة حول السلامة النووية". كما هنأت إسبانيا المغرب، بهذه المناسبة، على انتخابه رئيسا مشاركا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ورحبت بمبادرته لإنشاء مجموعة أصدقاء مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة بنيويورك. من جانبه، رحب المغرب بتنظيم إسبانيا، في شهر يوليوز القادم بمدريد، لدورة مفتوحة للجنة الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب التي ستخصص لظاهرة المقاتلين الأجانب. كما تعهد المغرب وإسبانيا بتعزيز بروز بيئة اقتصادية مواتية لمزيد من التجارة وتدفقات الاستثمار والمشاريع المشتركة، لاسيما في المجالات الصاعدة، كالطاقات المتجددة، والسيارات، والصناعات الغذائية، والغاز الطبيعي المسال. وأكد الجانبان على أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية، وإشراك الفاعلين الاقتصاديين، من أجل تدبير أفضل للقضايا المرتبطة بالاستثمار والتجارة الثنائية. وأضاف البيان المشترك أن إسبانيا والمغرب أشادا، بهذه المناسبة، ب"التطور الهائل" الذي شهدته شراكتهما الاقتصادية، وسجلا بارتياح الاندماج المتزايد بين سلاسل قيم اقتصادي البلدين. وأشار المصدر ذاته إلى أن معدل النمو السنوي بلغ نحو 15 بالمائة في السنوات الخمس الماضية، وعرفت المبادلات التجارية الثنائية زيادة ملحوظة، مذكرا بأن إسبانيا أضحت، منذ سنة 2014، الشريك التجاري الأول للمغرب. وأعربت مدريد والرباط، أيضا، عن استعدادهما لمواصلة التعاون في مجال الطاقة، لاسيما في إطار إنشاء أرضية للتعاون المتوسطي في مجال الغاز الطبيعي، والطاقات المتجددة، والفعالية الطاقية. وفي ما يتعلق بالربط الكهربائي، تعهد الجانبان بمواصلة تبادلاتهما من خلال مجموعة العمل التي المنتظر أن تعقد اجتماعها الثاني بالرباط قريبا. وأشادت الحكومتان، ب" منتدى الأعمال المغربي الإسباني"، الذي التأم، أيضا، اليوم بمدريد، ودعيتا الفاعلين الاقتصاديين إلى تعزيز علاقاتهما التجارية، وعمليات الاستثمار المباشر. وأعربتا عن رغبتهما في الارتقاء بمجلس الأعمال الإسباني المغربي إلى مؤسسة للتشاور المقاولاتي. واتفق المغرب وإسبانيا، من جهة أخرى، على تعزيز الحوار بين مهنيي البلدين ووضع مخطط عمل للتعاون ونقل التكنولوجيا في المجال الفلاحي وتربية الماشية. وأشادا بالجهود المبذولة في مجال البنيات التحتية والنقل الرامية لتحسين الربط بين البلدين. وفي مجال الخدمات اللوجستية، أعرب الجانب المغربي عن رغبته في تطوير إطار للتعاون مع اسبانيا من أجل تنمية المناطق اللوجستية للتكوين الخاص في مهن اللوجستيك وهيكلة الخدمات اللوجستية الحضرية. وأشاد البلدان، من جهة أخرى، بتحسن الربط الجوي والبحري بين المغرب وجزر الكناري.