أشاد المغرب والبرتغال بالتقدم المحرز في مسلسل تعميق وتنويع علاقات التعاون الثنائية، كما أعربا عن التزامهما بدعم هذه الدينامية. كما أكد الجانبان، في البيان المشترك الذي توج أشغال الاجتماع ال12 رفيع المستوى المغرب-البرتغال الذي انعقد مؤخرا في لشبونة تحت الرئاسة المشتركة لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ونظيره البرتغالي بيدرو باسوس كويلو، على الدينامية التي شهدها عمل مجموعة الصداقة البرلمانية، داعين برلماني البلدين لاستكشاف سبل تعميق هذه العلاقة عبر إنشاء منتدى برلماني.
وأشاد المغرب والبرتغال، عقب هذا الاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر الذي نظم تحت شعار "أزيد من 20 سنة من شراكة واسعة وطموحة"، بالعلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة بين البلدين، مبرزين الدينامية والتكثيف والتنويع التي تطبع المبادلات التجارية وكذا الإرادة لمواصلة تعزيزها.
وأكدا في هذا الصدد على النتائج الإيجابية التي تم إحرازها خلال المنتدى الاقتصادي، الذين نظم بصفة مشتركة من قبل وكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية واتحاد المقاولات البرتغالية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، في مجالات الطاقات المتجددة وتطوير البنيات التحتية في إفريقيا، والصناعات الكهربائية والإلكترونية، فضلا عن الفلاحة والأغذية الفلاحية.
في هذا الصدد، وفي سياق تعزيز أكثر لعلاقات الشراكة والاستثمار التي تجمعهما، رحب الجانبان بالتوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون، في إطار هذا الاجتماع رفيع المستوى، من بينها مذكرة تفاهم بين البلدين لإنشاء مرصد للاستثمارات البرتغالية في المغرب والاستثمارات المغربية في البرتغال، والذي سيكون بمثابة آلية لدعم وتكثيف تدفقات الاستثمارات الثنائية والعلاقات التجارية والمشتركة المغربية البرتغالية.
وفي ما يتعلق بالتعاون في مجال التجارة في المواد الغذائية أكد البلدان على التعاون المتميز بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ونظرائه في البرتغال ( الإدارة العامة للأغذية والبيطرية والسلطة المختصة بالأمن الغذائي والاقتصادي)، والذي توج مؤخرا باتفاقيتين للتعاون.
كما شدد الطرفان على أهمية تطوير التعاون، في المستقبل القريب، في مجال تربية الأحياء المائية، وذلك من خلال القيام ببعثات للأعمال . وبهدف إعطاء دفعة للتعاون في مجال الصحة، رحب الطرفان بالتوقيع يوم 8 يناير سنة 2014 على مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للأدوية والمنتجات الصحية ومديرية الأدوية والصيدلة في المملكة المغربية، والتي ستعمل على تطوير مشاريع التعاون في مجالات الأدوية. كما أبرز الجانبان الدور الاستراتيجي لقطاع الطاقة بالنسبة لكلا البلدين، والذي يتيح فرصا حقيقية للتعاون والاستثمار. وفي هذا السياق، أكد الجانبان على أهمية دراسة سبل تطوير الربط الطاقي بين البلدين، الأمر الذي سيسهم في تعزيز أمن التزويد بالطاقة في المنطقة وتقديم قنوات الإمداد الطاقات البديلة.
ورحبا في هذا الصدد بالتوقيع على اتفاق إطار للتعاون في مجال الطاقة والذي هدف إلى تطوير التعاون الثنائي بين البلدين.
وأكد الطرفان أيضا على تواتر الاتصالات على أعلى مستوى في مجال الدفاع، وكذا انعقاد الاجتماعات السنوية للجنة المشتركة للدفاع سنويا، مما أدى إلى إقامة أزيد من عشرين نشاطا كل سنة - وخاصة في مجالات المسح البحري، والصحة العسكرية والصناعات الدفاعية، وإصلاح السفن، والتكوين والتدريب في مختلف المجالات. وجدد المغرب والبرتغال التأكيد، بهذه المناسبة، على أهمية الحفاظ، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العملي، على اتصالات وثيقة بين ممثلي السلطات المختصة في كلا البلدين لضمان أمنهما الداخلي وحماية مواطنيهما. و في هذا الصدد، رحب الجانبان بالتوقيع على اتفاقية التعاون في مجال الأمن الداخلي، من شأنها أن تعزز التعاون العملي بين البلدين، خاصة في مجال الوقاية من الجريمة، وشرطة القرب، وتدبير تدفقات الهجرة، والسلامة على الطرق وكذا الحماية المدنية.
كما أعربا عن استعدادهما لتعزيز التعاون الثنائي في مجال العدل، وأساسا في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب العابر للحدود. و في ميدان التشغيل والشؤون الاجتماعية، اتفق البلدان على تعميق التعاون بينهما، حيث قررا في هذا الصدد مواصلة المشاورات لإتمام تصريح بالتفاهم للتعاون في مجالات التشغيل والعمل. وعبر الجانبان عن ارتياحهما لتعميق الشراكة بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ورحبا بالتوقيع في شتنبر 2014 على مذكرة التفاهم الثلاثية.
والتزمت الرباطولشبونة بمواصلة لعب دور رئيسي في تعزيز التعاون بين بلدان ضفتي المتوسط ??الغربية، في إطار حوار 5 زائد 5، واتفقا على ترجمة جهودهما باتخاذ مزيد من إجراءات التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية في كلا البلدين، وذلك من خلال توقيع اتفاقيات التعاون بتهم التبادل والمشاريع ذات الاهتمام المشترك.
كما أكدا على الاهتمام المشترك لمواصلة وتعزيز العلاقات الثنائية الممتازة في المجال الثقافي. وسجلا بارتياح التوقيع على اتفاق جديد في مجال السياحة بهدف تحيين تلك الاتفاقية التي تعود لسنة 1978. وسيساهم هذا الإطار القانوني الجديد في إعطاء دينامية وتطوير التعاون السياحي بين المغرب والبرتغال في مجال سياحة الشمس والبحر والسياحة الثقافية والسياحة البيئية والاستثمار والتكوين. وفي ما يتعلق بتيسير تنقل الأشخاص، رحب الجانبان بالمفاوضات الجارية لإرساء آلية لتسهيل الحصول على التأشيرات، والتي يأمل بإتمامها في أقرب وقت ممكن. من جهة أخرى، رحب البلدان بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي البرتغالي والأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية، والتي ستمكن من المساهمة في تعزيز الروابط بين هذين المؤسستين الهامتين، من خلال تبادل الخبرات والمكونين، والتنقل الوظيفي ونقل الهندسة البيداغوجية. وتوجت أشغال هذا الاجتماع، الذي تميز بمشاركة وفد وزاري مغربي كبير، بالتوقيع على 11 اتفاقية تهم مختلف القطاعات الاستراتيجية لكلا البلدين وخاصة الأمن والطاقة والنقل البحري والسياحة، والتكوين والبحث العلمي.