أكد الإعلان المشترك الذي صدر في ختام أشغال الدورة ال11 للجنة العليا المشتركة المغربية البرتغالية، التي عقدت اليوم الأربعاء بمراكش، أن تعكس "جودة ومتانة الحوار السياسي والاستراتيجي" القائم بين البلدين. وأكد الإعلان أن الوزير الأول، السيد عباس الفاسي، ونظيره البرتغالي، السيد خوصي سوقراطيس، اللذين ترأسا أشغال اللجنة، أكدا أن هذه الدورة كانت "مناسبة لإبراز تطابق وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". +توقيع سلسلة من الاتفاقيات في قطاعات استراتيجية+ وفي ختام أشغال هذه اللجنة، تم التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون تهم قطاعات استراتيجية وتنموية بكلا البلدين، وخاصة الطاقات المتجددة والسياحة والصناعة والتجهيزات الأساسية. وانطلاقا من الشعار الذي اختير لهذا الاجتماع العالي المستوى "إرث مشترك، مستقبل متقاسم"، واعترافا بالدور الحاسم للتعاون الثقافي باعتباره عاملا للتقارب بين الشعوب وتعزيز روابط الصداقة، عبر الطرفان عن ارتياحهما لجودة التعاون في مجال حماية التراث الثقافي البرتغالي المغربي. وأضاف المصدر ذاته، أن الجانبين بحثا كافة الآليات والسبل الكفيلة بتعزيز الأنشطة المتعلقة بصيانة وحماية التراث المادي واللامادي المشترك. وفي هذا الإطار، دعا الوزيران الأولان المؤسسات المختصة في البلدين إلى استغلال أكثر للفرص التي يتيحها الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي في مجال حماية الآثار البرتغالية بالمغرب بإيلاء الأولوية للمآثر التاريخية المهددة. كما أكدا على أهمية توسيع مجال هذا التعاون ليشمل مشاريع البحث العلمي المشترك من أجل انخراط قوي للفئات العلمية والجامعات بالبلدين. +عزم على تثمين الإرث الثقافي المشترك+ وأوضحت الوثيقة أن السيدين الفاسي وسوقراطيس نوها بالتوقيع خلال هذه الدورة، على بروتوكول للتعاون بين وزارتي الثقافة بالبلدين، وهو آلية ستعزز الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية البرتغالية في العديد من المجالات المرتبطة بتثمين الإرث الثقافي المشترك. من جهة أخرى، أشاد المغرب والبرتغال بالتوقيع على تصريح مشترك من أجل تعزيز التعاون في مجالات البحث والتكنولوجيا والتعليم العالي، والذي ينص على التوقيع على بروتوكول للتعاون بين مؤسسات التعليم العالي بالبلدين، والتعاون بين مؤسسات تعمل في مجال علوم النانو وتكنولوجيا النانو. من جهة أخرى، أشاد الطرفان بالمصادقة على تمديد برنامج تطبيق الإتفاق الثقافي والعلمي بين المغرب والبرتغال من سنة 2010 إلى 2012. كما عبرا عن ارتياحهما للتوقيع على بروتوكول بين معهد (كاموس) وجامعة محمد الخامس- أكدال لفائدة معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية يهدف إلى النهوض بالبحث العلمي والعلاقات الثقافية بين البلدين في مجالات العلوم والتاريخ والفنون والأدب وكذا العلاقات الثقافية بين البرتغال والعالم العربي. وفي هذا الصدد، قررت الرباط ولشبونة الاهتمام بالتعليم والدعم العلمي والبيبليوغرافي في دروس اللغة والثقافة البرتغاليتين في جامعات الرباط والدار البيضاء وفاس، وكذا بالمركز الثقافي البرتغالي بالرباط والدار البيضاء. من جهة أخرى، نوه الطرفان بالنمو الملحوظ الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة المبادلات السياحية بين المغرب والبرتغال، معربين عن اقتناعهما بأن إطلاق الخط الجوي الجديد بين لشبونة ومراكش سيساهم في تعزيز فرص الاستثمار الثنائية في قطاع السياحة. وهكذا اتفق البلدان على تمديد برنامج العمل (2008-2010 ) المعتمد في الميدان السياحي إلى غاية 2012 ، والذي ستتم متابعته من خلال أربع محاور للتعاون ذات أولوية; تتمثل في إعادة تأهيل وتحويل المباني البرتغالية بهدف الاستغلال السياحي والفندقي، وكذا التكوين الفندقي والسياحي المهني، وأيضا تعزيز الاستثمارات السياحية. + الطاقة قطاع بمؤهلات قوية متاحة للاستغلال + وبعد أن أبرزا الطابع الاستراتيجي لقطاع الطاقة في المغرب والبرتغال، نوه الطرفان بالتوقيع على مخطط العمل المندرج في إطار البروتوكول الموقع في خامس يوليوز 2008 والذي يرمي، على الخصوص، إلى تطوير مقاربة ثنائية من أجل النهوض بالطاقة الريحية والشمسية وتحقيق التكامل الصناعي بهذا الشأن، فضلا عن مشاركة المقاولات الصناعية البرتغالية في تطوير قطب وجدة (للطاقات المتجددة)، وإرساء برامج للفاعلية الطاقية في القطاعات الهامة (السكن والصناعة والنقل)، وكذا تطوير مشروع نموذجي مشترك يروم اختبار تكنولوجية "سمارت غريد"، وتطوير مشروع نموذجي يهدف إلى تجربة واختبار وأيضا الاستخدام الأمثل لطاقة الأمواج. واتفقت الرباط ولشبونة، في هذا السياق، على إحداث فريق عمل تقني من أجل تنفيذ المشاريع المذكورة آنفا، بما فيها الفرص المتاحة في قطاع الغاز الطبيعي. + زخم جديد في التعاون الاقتصادي والمالي+ وأشار الطرفان أيضا إلى الاستثمار الأمثل لخط الائتمان المقدر ب200 مليون أورو والمخصص لتمويل مشاريع عمومية منجزة من قبل المقاولات البرتغالية. وفي هذا الإطار، وتنفيذا للقرار المتخذ خلال انعقاد اللجنة المشتركة، والمتعلق بمضاعفة هذا الخط، أشاد الطرفان بالتوقيع، خلال هذه الدورة، على اتفاق تمويل جديد بخط ائتماني قدره 200 مليون أورو ايضا، وعلى ملحق (رقم 2) للخط الائتماني الأول يجسد تبسيط إجراءات الاستخدام ويزيد في آماد آجال الاحتساب والاستخدام. كما اتفق الجانبان على الشروع قريبا في إجراء مناقشات حول إرساء آلية تمويلية جديدة ارتباطا مع انتهاء خط ائتمان 10 ملايين أورو . وعلى صعيد آخر، نوه المغرب والبرتغال بجودة علاقات التعاون الاقتصادي والمالي التي تربط بينهما، معربين عن رغبتهما في العمل معا من أجل النهوض بها إلى مستويات أرقى، بالنظر إلى فرص الأعمال والاستثمار المتاحة بالبلدين. واتفق البلدان، في هذا السياق، على إحدث فريق للتحفيز الاقتصادي يضم فاعلين خواص بالبلدين وفريق عمل لوضع صندوق للاستثمارات المشتركة، لفائدة الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية الجديدة. وفي القطاع الصناعي، أبرز الجانبان أهمية وضع مخطط عمل لمدة ثلاث سنوات (2010-2012 ) بين المؤسستين المكلفتين بعلم القياس، في إطار تنفيذ بروتوكول التعاون الموقع في أبريل 2007 . كما أبرزا أهمية تبادل الخبرات في ميادين الابتكار ونقل التكنولوجيا والنهوض بأقطاب التنافسية، منوهين بزيارة بعثة برتغالية متخصصة في مجال تجهيزات السيارات إلى المغرب خلال أكتوبر 2008 لبحث فرص التعاون والشراكة والاستثمار بين البلدين في هذا المجال. +لشبونة عازمة على مواكبة المشاريع الكبرى للتجهيزات الأساسية بالمغرب+ وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للتقدم الذي سجله التعاون في قطاع التجهيزات الأساسية والنقل، والذي تجسد من خلال التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في قطاعات الطرق، والمختبرات، والمطارات، والنقل الطرقي والبحري والجوي، واعتماد خطوط ائتمان لإنجاز مشاريع كبرى في ما يخص إعداد التراب، وتنمية المجال الحضري، والتجهيزات الأساسية الخاصة بالنقل، وكذا الانخراط الكبير للمقاولات البرتغالية في إطار إنجاز المشاريع الكبرى للبنيات التحتية بالمغرب خلال السنوات الأخيرة. واتفق الطرفان على مراجعة البرتوكول المتعلق بالطرق والإبقاء على الموضوعين التقنيين الخاصين بالأنفاق وتدبير مشاريع كبرى برسم التعاون 2010 - 2012، مسجلين بارتياح فتح خطوط جوية جديدة بين البلدين. وأشاد الجانبان أيضا بالتوقيع، خلال هذه الدورة، على برتوكول التعاون بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة السكك الحديدية البرتغالية (كومبيوش)، داعيين المنعشين في قطاع الملاحة البحرية بالبلدين إلى إنجاز دراسة جدوى حول مشروع فتح خط بحري مباشر بين البلدين. وفي مجال البيئة وإعداد التراب، اتفق الطرفان على تفعيل اتفاقية التعاون المبرمة في هذا الشأن ومذكرة التفاهم المتعلقة بتطوير وتنفيذ مشاريع التعاون في مجال التغيرات المناخية وآلية التنمية الخاصة ببرتوكول كيوطو. وفي قطاع الضمان الإجتماعي، أعرب الجانبان عن ارتياحهما لتوقيع ترتيب إداري خاص بإجراءات تطبيق معاهدة الضمان الإجتماعي. وانطلاقا من الرغبة التي تحذوهما لتعميق علاقات الصداقة والتعاون في المجال القنصلي، ومن اقتناعهما بأن تطوير وترسيخ علاقاتهما القنصلية سيساهمان في تعزيز حماية حقوق ومصالح مواطنيهما، أبرمت الرباط ولشبونة اتفاقية تعاون في الميدان القنصلي. وأعلن الطرفان، في هذا الشأن، عن إنشاء "اللجنة القنصلية المشتركة"، التي ستمكن من تتبع الأهداف المسطرة في الإتفاقية، خاصة القضايا التي تهم الجاليتين البرتغالية والمغربية المقيمتين فوق تراب الطرف الآخر. وبهدف تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإتجار في المخدرات، والإرهاب، والإتجار في البشر ومختلف أشكال الجريمة المنظمة، اتفق المغرب والبرتغال على وضع اللمسات الأخيرة، في أقرب الآجال، على مشروع اتفاق في ميدان محاربة الجريمة وتدعيم التعاون في مجال التكوين وتبادل التجارب في ما يخص الشرطة والأمن. ونوه الجانب البرتغالي، في هذا الشأن، بانضمام المغرب إلى مختلف الميكانيزمات المتعددة الأطراف. وبخصوص الوقاية المدنية، اتفق الطرفان على عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للوقاية المدنية، من أجل الدفع بالتعاون بين هيئات الوقاية المدنية بالبلدين. وقررا أيضا تعزيز التعاون اللاممركز من خلال إنجاز مشاريع التوأمة ومعاهدة التعاون التي توجد في طور التوقيع. وأشاد الطرفان أيضا بالمستوى الذي بلغه تعاونهما في المجال القضائي، وأعربا مجددا عن الثقة الموضوعة في نظاميهما القضائيين، داعيين إلى تعزيز تعلاقاتهما في ميدان الإدارة القضائية وتبادل الخبرات. كما أبرزا أهمية تطوير روابط التعاون وتشجيع شراكتهما من خلال تكثيف تبادل التجارب وزيارات الخبراء بغية النهوض بالشراكة في قطاعات أخرى، خاصة الإتصال، والشبيبة والرياضة، والتكوين المهني والصناعة التقليدية. ونوه الجانبان، في الأخير، بتوقيع برتوكول اتفاق بين وكالة الأنباء البرتغالية (لوزا) ووكالة المغرب العربي للأنباء.