في الذكرى السنوية الثانية لرحيله جمع المناضل اليساري عبد المومن الشباري في حفل تأبيني أحزاب اليسار الجذري في مدينة الدارالبيضاء،وتليت كلمات تأبينية لحزب النهج الديمقراطي والطليعة الاشتراكي أشادت بمناقب الرجل وبأخلاقه والتزامه السياسي. ويوصف الراحل ب"أيقونة اليسار"الجدري في المغرب بعد السياسي بنسعيد آيت يدر، وقد عرف بأخلاقه ومواقفه التابثة وظل محط تقدير من قيادات اليسار واليمين وجماعة العدل والاحسان بل حتى من طرف المخزن ذاته ومشى في جنازته سياسيون ونقابيون من مختلف التنظيمات والمشارب. يعد الشباري واحدا من قيادات منظمة «إلى الأمام» لمؤسسيها أبراهام السرفاتي وعبد اللطيف زروال في بداية سبعينيات القرن الماضي، وكان الراحل من أبرز المناضلين الذين ساهموا في إعادة بناء هذه المنظمة الماركسية اللينينية سنة 1980. اعتُقل الشباري سنة 1985 ضمن «مجموعة 16 و15»، وحوكم بأربع سنوات سجنا، لنشاطه ضمن «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب»، الذي يُعتبر الشباري من أبرز قاداته الذين أسّسوا في 1982 تيار الطلبة القاعديين. وفي فبراير 1986 أعيدت محاكمة الشباري ضمن مجموعة 26، التي كان ضمنها مصطفى البراهمة وعبد السلام الشفشاوني ومحمد البوكيلي وغيرهم، ثم أدين بعشر سنوات سجنا، قضاها في سجون اغبيلة وعكاشة في الدارالبيضاء وداخل السجن المركزي في القنيطرة. عندما غادرالشباري السجن في 1994، ساهم في تجميع مناضلي اليسار الجذري، وأسس جريدة «النهج الديمقراطي» في السنة نفسِها، وهي الجريدة التي حمل اسمَها حزب النهج الديمقراطي، الذي كان عبد المومن الشباري عضوا في كتابته الوطنية بدءا من سنة 2004، تاريخ أول مؤتمر علنيّ نظمه هذا الحزب، الذي يعتبر امتدادا لمنظمة «إلى الأمام»، الماركسية اللينينية. وعُرف الراحل بعلاقاته مع تنظيمات اليسار الجديد في البلدان المغاربية والعربية، وقد كانت له علاقة متينة مع الرّاحل شكري بلعبيد، المنسق العامّ لحركة الوطنيين الديمقراطيين، وحمة لهمامي، رئيس حزب العمال التونسي، وقد ساهم الشباري، في أكتوبر 2012، في إطلاق مبادرة الجبهة الشعبية لتحقيق أهداف الثورة التونسية، التي ضمت 11 حزبا وتنظيما يساريا وقوميا.