كشفت نجلة زعيم ثورة "الريف"، عبد الكريم الخطابي، عائشة الخطابي، ةعن حقائق مثيرة، تهم المفاوضات المضنية، بين أسرة آل الخطابي بالريف، والقصر الملكي، في شخص الملك الراحل الملك محمد الخامس، ثم الراحل الحسن الثاني، عبر وساطة بعض زعماء الأحزاب السياسية، سنة 1960. وأوضحت عائشة الخطابي، في حوار مع مجلة "زمان"، المتخصصة في التاريخ السياسي للمغرب، في عددها الأخير، أنه منذ 52 سنة، ما يزال رفات محمد بن عبد الكريم الخطابي يرقد في مقبرة الشهداء بالقاهرة،و لم يفلح الملك الراحل، محمد الخامس، في إقناعه بالعودة عندما زاره في يناير 1960، وفشل الحسن الثاني، هو الأخر، في إقناع أبنائه بنقل رفاة، واليوم ما تزال الأسرة لم تتفق حول قرار موحد. وتحكي نجلة، عبد الكريم الخطابي، عن أبيها بأنه كان يعيش طوال حياته على أمل العودة إلى المغرب، لدرجة أن الأسرة، لم تكن تتصور أنه سيموت قبل أن يرجع إلى المغرب، لكن الظروف لم تسمح بذلك، وفي كل مرة، كنا نقول: ربما العام المقبل تتحسن الأمور ونعود إلى المغرب. للأسف الشديد لم يمهله الأجل لتحقيق هذه الأمنية"، تقول عائشة الخطابي. وعن زيارة الملك الراحل، محمد الخامس، لمنزل الخطابي، في القاهرة، منزلنا في القاهرة، قالت عائشة في حوارها مع المجلة، أن الملك محمد الخامس، بمجرد ما وصل مصر أكد لمرافقيه أنه سيزور محمد بن عبد الكريم الخطابي في داره، ليستقبله والدها الخطابي، في إحدى الغرف ودار بينهم حديث مطول، وتقول :"خلال اللقاء، طلب الملك من والدي أن يرانا نحن البنات أيضا. نزلنا إلى حيث يوجد الملك على أساس الانسحاب بمجرد السلام عليه، كما أمر بذلك والدي. حاول محمد الخامس التأثير علينا كذلك من أجل العودة إلى المغرب. وقال لي أنا شخصيا: ابنتي يجب عليك أن ترجعي إلى المغرب، صحيح أن مصر بمثابة بلاد لك، لكن عليك العودة إلى المغرب فهو بلدك، أبواب القصر مفتوحة في وجوهكم. بعد مغادرة محمد الخامس، بقي والدي يفكر في الموضوع، لكنه قدر أن الوقت لم يكن ملائما للعودة، إذ إن البلاد كان فيها نوع من «الفوضى» حينها، ويتعرض فيها البعض للاختطاف.