طالبت ابنة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي السيدة عائشة الخطابي من الملك محمد السادس إعادة رفات والدها إلى المغرب باعتبار ذلك مدخلا لإعادة الاعتبار إليه، وأضافت عائشة الخطابي في حوار لها مع جريدة المساء المغربية أن إعادة الرفات تحتاج إلى قرار من الملك محمد السادس، وأن على الحكومة المغربية إبلاءها كبير اهتمامها، والحرص على متابعة الملف بالتنسيق مع أسرة الخطابي إلى أن تتحقق العودة، غير أنها بمقابل ذلك لا ترغب في أن يعاد دفنه بالريف. عائشة الخطابي ترغب في اعادة دفن جثمان محمد عبد الكريم الخطابي خارج الريف: تعتقد عائشة الخطابي أن على السلطات المغربية القيام بعمل اكبر من اجل إعادة الاعتبار إلى والدها، وان وجود مبادرات في السنوات الأخيرة في هدا الصدد وحدها لا تكفي، بل الأمر يتطلب حسبها إعادة رفاته من مقبرة الشهداء بالعباسية بالعاصمة المصرية إلى المغرب، وإقامة ضريح يليق بمقامه وبناء مكتبة، فضلا عن تدريس تاريخ حرب الريف والأمير في المدارس العمومية المغربية، عوض أن يقتصر، كما هو عليه الأمر حاليا، على جملة أو جملتين، مما سيسهم، بلا ريب، في تعريف الأجيال الشابة، على وجه الخصوص، بالأمير بصفته رمزا وطنيا كبيرا. وحول ما إذا كانت العائلة هي من تعترض على إعادة رفات محمد بن عبد الكريم الخطابي، نفت عائشة الخطابي ذلك مشيرة أن الأسرة بجميع أفرادها راغبة في إعادة رفات الأمير إلى أرض الوطن من مقبرة العباسية بالقاهرة، لكن الأمر يتطلب قرارا من الملك محمد السادس نفسه، وان جهات عديدة قد تزعجها هده العودة بالنظر إلى رمزية زعيم حرب التحرير بالريف. وحول ما ينسب عادة لها وللراحل سعيد الخطابي من كونهما مهادنين للنظام المغربي اعتبرت عائشة الخطابي في نفس حوارها مع المساء أن ذلك مجانب للصواب بل إنها تعبر عن مواقفها بكل حرية غير أنها تتجنب حسب قولها الاصطدام بأية جهة لأنه لا جدوى من وراء ذلك، «هما مزيانين معانا لاش ندابزو معاهم، وهما ما دارو معنا غير الخير»، كما أن الوضع حسبها تغير مقارنة بالسنوات الماضية، إذ أصبحت البلاد تتمتع بحرية لم تكن تنعم بها من قبل. ومن المواقف التي قد تستغربها العديد من الفعاليات المنادية باسترجاع جثمان عبد الكريم الخطابي وإعادة دفنه بأجدير، اعتبرت عائشة الخطابي في حوار اخر نشر في العدد االاخير من جريدة المشعل المغربية ان اعادة دفن جثمان محمد عبد الكريم الخطابي في حالة نقله من القاهرة الى المغرب، يمكن أن يكون في أي مكان من المغرب، لانه حسبها "نحن مغاربة على كل حال، و لم نشترط ان يكون الدفن بالحسيمة أو أجدير، حتى لا يقال إننا أناس متعصبون لمنطقتنا في الريف..." ، وتضيف نجلة عبد الكريم الخطابي ان دفن الرفاة في منطقة الريف، سيكون غير مناسبا لبعد المسافة، "حيث لن يكون سهلا تنظيم لقاءات و ندوات و محاضرات في المناسبات الاستيعادية...". الذكرى 46 لوفاة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي : دلالات كبيرة واهتمام ضعيف... يبدو أن تخليد ذكرى وفاة الأمير عبد الكريم الخطابي لا تحظى هي نفسها بالاهتمام الواسع من جانب القنوات التلفزية المغربية وأيضا من جانب المؤسسات الرسمية، غير أن المستغرب له انه حتى بالنسبة للجمعيات النشطة في مجال الثقافة الامازيغية ومختلف جمعيات المجتمع المدني المحلية والأحزاب بمختلف تلاوينها فان رمزية الاحتفال بالذكرى لا يبدو أنها تحظى بكثير الاهتمام في برامجها الإشعاعية، وتكاد تكون هذه الملاحظة منطبقة على اغلب الجمعيات مع وجود استثناءات معدودة جدا. وخارج هذه الدائرة نظم بمدينة سلا نهاية الأسبوع الحالي (السبت 07 فبراير 2009 ) المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومجموعة البحث في تاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي و بتعاون مع المجموعة الحضرية لمدينة سلا لقاء فكريا تكريميا تحت عنوان:"محمد بن عبد الكريم الخطابي، الغائب والحاضر في الذاكرة الوطنية"، والقى في هذا اللقاء الفريد من نوعه خارج مجال منطقة الريف رئيس المجلس الاقليمي لقدماء المقاومين وجيش التحرير، السيدة عائشة الخطابي نجلة الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي ومجموعة البحث محمد بن عبدالكريم الخطابي كلمات بدلالات الذكرى وتاريخ المقاومة المغربية، كما شارك كل من الكولونيل الهاشمي الطود بمداخلة بعنوان ذكريات مع عبد الكريم الخطابي، وركز الأساتذة المتدخلون منهم الدكتور زكي مبارك، الأستاذ عبد السلام الغازي، الأستاذ عبد الله كموني، الأستاذ محمد لخواجة على جوانب مهمة من تاريخ الحركة التحريرية التي قادها الراحل، ضمنها المسألة الدستورية ومفهوم الإصلاح وعلاقة حركة الخطابي بحركات التحرر المغاربية، وأيضا قراءة في رسالة الخطابي إلى رئيس الوزراء المغربي آنذاك مبارك البكاي، وبصورة إجمالية قدم الدكتور ميمون شرقي مداخلة بالفرنسية حول انتقال الخطابي من النسيان إلى الميلاد.