عمّمت التنسيقة العامّة للحركة من أجل الحكم الذّاتي بالرّيف بيانا مُخصّصا للردّ على تصريحات عائشة الخطّابي لثلّة من المنابر الإعلامية والتي تناولت خلالها مواضيع مُرتبطة بأبيها الأمير محمّد بن عبد الكريم الخطّابي الذي تزعّم المقاومة الريفية خلال العشرينيات من القرن الماضي، حيث اعتبر البيان المُعمّم، والذي حصلت "ناظورسيتي" على نُسخة منه، أنّ تصريحات عائشة الخطّابي لا تُمثّل أيّ جهة سياسية أو هيئة مدنية بالرّيف، ولا تربطها أيّ علاقة بالريف المغربي، بل الأدهى من ذلك أنّ بيان التنسيقية العامّة للحركة من أجل الحكم الذّاتيّ بالريف أكّد على أنّ عائشة الخطّابي "تستغل اسم عائلة الخطّابي للترويج لأفكار مسمومة تتّسم بالاستخفاف بنضال شعب الريف وهيئاته، في الوقت الذي لم تبذل فيه المعنية بالأمر أي جهد يذكر لها لصالح الريف والريفيين..". وأدان البيان المُذيّل بتوقيع كريم مصلوح، بصفته منسّقا عامّا للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف، ما أسماه ب "تصريحات الاستخفاف والاستغباء في حقّ الحركة المُعاصرة بالريف" ، خصوصا ما يتعلّق بإنكار قيام الجمهورية الريفية على يد أبيها الأمير محمّد بن عبد الكريم الخطّابي وكذا ما ورد على لسانها تعليقا على المُطالبة بالحُكم الذاتي للريف من اعتبار للأمر كالكلام الفارغ. حيث اعتبرت التنسيقية العامة أنّ نفي القيام المادّي للجمهورية الريفية من لدن أبيها الأمير يُعتبر طعنا في التّاريخ الذي سجّل اسم أبيها "أسدا للريف" حين أقدم على مُراسلة الأمم بوثائق للاعتراف بمشروع الجمهورية، وإنكارا للمؤسّسات التي أرساها وشرعت فعلا في الاشتغال، إذ يضيف البيان "عائشة الخطّابي تدّعي الباطل والتزييف لتغليط الرأي العام الريفي والأجنبي، لإرضاء نزعتها لخدمة المغرب المركزي". وليست هذه المرّة الأولى التي تصطدم فيها تصريحات عائشة الخطّابي مع مشاريع بعض التيّارات بالريف، إذ سبق وأن ثارت مُختلف التوجّهات الأمازيغية الريفية في وجه أقوال لها مسّت إعادة جثمان والدها وإعادة دفنه بمسقط رأسه بأجدير، حيث طالبت خلال إحياء الذكرى السادسة والأربعين لوفاة "مُولاي مُحند" بداية هذه السّنة بمدينة سلا بقيام مُبادرة ملكية لإعادة رفات محمّد بن عبد الكريم الخطّابي من مقبرة الشهداء بحي العبّاسيّة بالقاهرة صوب المغرب مع تعبيرها عن رغبة إعادة دفنه خارج منطقة الرّيف في ضريح يليق بمقامه يشمل مكتبة مُهمّة تتناول تاريخ نضاله، وهو ما اعتّبر في إبّانه "تسرّّّعا" من لدن الابنة البكر للزعيم الريفي، فورد من بين ما ورد بيان لجمعية ذاكرة الريف تؤكّد "أنّ قبر الأمير، عند توفّر الشروط، لا يُمكن أن يكون إلاّ بقرية أجدير"، داعيا آل الخطابي إلى عدم التسرّع والانفتاح على كافة مُكوّنات المُجتمع الريفي. واشتملت الفقرة الأخيرة من بيان الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف، المُعمّم مُؤخّرا، على مواقف صريحة لهذا التنظيم تجاه ما يصدر من عائشة الخطابي من تصريحات، فنجده يقول "ندين هذه التصريحات التي تنمّ عن استخفاف واستهتار بالحركة المُعاصرة بالريف، كما نُدين استهتارها بتطلّع الريفيين للحكم الذاتي لبناء وجودهم وإنقاذ مُستقبلهم من الإبادة الهوّياتية والاجتماعية للحكم المغربي، ونُدين كذلك تعمّدها في تنصيب نفسها ضمن موقع المتحدّث باسم الريف في الوقت الذي لم تقدّم فيه أي شيء يُذكر لبلاد الريفيين، كما نُدين استخفافها وعدم احترامها المُتكرّر للحركة السياسية والمدنية بالرّيف.. كما لا يسعنا إلاّ أن ننبّه إلى الأدوار الخطيرة التي تؤدّيها المعنية بالأمر في المواقف التي تعبّر فيها ضدّ المُستقبل السياسي للريف..".