يجري تداول عقار "تروفادا" لحاملي فيروس الإيدز منذ سنوات في الولاياتالمتحدة. لكن الجديد هو استخدامه كعلاج وقائي للسليمين =غير المصابين= ووقع الاختيار وقتها على عقار "تروفادا" للقيام بهذه المهمة، بيد أن نتائج الدراسات المختلفة لم تكن واحدة، الأمر الذي أثار جدلاً شديداً بين المتخصصين. ومن بين الأسئلة التي طرحت بشدة وقتها هو كيف ومتى يجب تعاطي هذا العقار. يحتاج فيروس "إتش آي في" إلى ثلاث مواد فعالة للسيطرة على انتشاره في الجسم. ساعتان قبل العلاقة الجنسية واثناء العملية الجنسية وبعدها كما أوضحت الدراسات أن عقار "تروفادا" يؤدي دوره الوقائي فقط في حال تناوله بشكل يومي، مثلما يحدث مع المصابين بفيروس "إتش آي في". لكن الأمر لا يخلو من آثار جانبية يوضحها إيسر قائلاً: "من الممكن أن تنخفض كثافة العظام على سبيل المثال أو يتأثر أداء الكلى". ولا يتقبل بعض الأطباء في أوروبا مسألة حدوث هذه الأعراض الجانبية لأشخاص أصحاء، لذلك فهم يعارضون قرار السماح بتداول "تروفادا" في الأسواق. وتظهر الدراسات المزيد من نقاط الضعف في عقار "تروفادا" كدواء وقائي، فمعدل الوقاية للرجال من الإصابة بفيروس "إتش آي في" أعلى من النساء، حسب رأي يورغن روكشتروه، الطبيب المتخصص في العدوى بالفيروسات. ومن بين النقاط التي يجب مراعاتها هو أن هذا العقار لا يوفر الحماية الكافية للرجال دائمي تغيير شريكة الحياة، بالإضافة إلى زيادة مخاطر إصابتهم بأمراض تناسلية أخرى مثل الزهري أو السيلان. وأكدت الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير كما أكد الأطباء أن استخدام عقار "تروفادا" لا يغني مطلقاً عن العلاقات الجنسية الآمنة. وتبقى أكثر الفئات استفادة من عقار "تروفادا" للوقاية من الإصابة بفيروس "إتش آي في" هم الرجال الذين يمارسون الجنس مع شريكة حياة واحدة فقط، إذ تصل نسبة الوقاية في هذه الحالة لنحو 70 بالمائة.