أقيم الاثنين الماضي بمقر جهة كلميم السمارة٬ حفل توقيع كتاب "العلامة سيدي محمد ولد سيدي إبراهيم الداه". ويضم هذا الكتاب٬ الذي يقع في 218 صفحة من الحجم المتوسط٬ مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وملاحق٬ وهو عبارة عن سيرة ذاتية للعلامة سيدي محمد ولد سيدي إبراهيم الداه الذي وافته المنية سنة 2011. وتتحدث مقدمة الكتاب عن مقام العلامة باعتباره أحد رجالات المقاومة "الذين جمعوا بين التفاني في العمل والحب الصادق للوطن وبين مهنة التربية والتعليم مدرسا ومرشدا تربويا وبين العمل الصحفي الجاد والتبحر في الفقه وكتبه والشعر وعلوم العربية". أما فصول الكتاب فقد خصص الأول منها لحياته ومساره المهني وصفاته الأخلاقية فيما ضم الفصل الثاني شهادات حية لبعض تلامذته ومعاصريه بينما تناول الفصل الثالث والرابع الجهود العلمية والتربوية والسياسية والإنتاج الأدبي الفصيح والشعبي للراحل في حين تضمنت الخاتمة أهم معالم حياة العلامة وعطاءاته العلمية والتربوية والأدبية. وتضم ملحقات الكتاب مجموعة من الوثائق والشواهد والصور التذكارية. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد المصطفى الكثيري٬ في كلمة بالمناسبة٬ أن مشاركة المندوبية في حفل توقيع هذا الكتاب هو عربون وفاء وعرفان بالجميل للعلامة سيدي محمد ولد الداه لما أسداه من خدمات جليلة لهذا الوطن البار بأبنائه الذين أبلوا البلاء الحسن في الذود عن وحدة أراضيه بالقول والفعل وبالكلمة والعلم. وذكر بأن المرحوم سيدي محمد الداه كان مناضلا ومقاوما شهما واجه المستعمر الاسباني بسلاح الكلمة الصادقة من خلال مقالاته الصحفية وقصائده الشعرية وإبداعاته الأدبية حتى ضاق به المستعمر درعا فسجنه وقمعه وعذبه ونفاه وأبعده عن منطقة الساقية الحمراء٬ مضيفا أن ترحيله لم يزده إلا تمسكا بخط المقاومة والجهاد ضد الاحتلال٬ وهو الخط الذي اصطف فيه مع رفاقه على درب الكفاح الوطني مدافعا عن وحدة وطنه فكان بذلك مثال المغربي الأصيل حسن المناقب وطيب السجايا والخصال وطنيا صادقا غيورا على وحدة وطنه. وأبرز أن سيرته الجهادية الطافحة بالمحاسن والمكارم والحافلة بالمواقف الثابتة ستظل ماثلة في أذهان الأجيال المتعاقبة منقوشة بمداد من الفخر والاعتزاز في وجداننا بالقيم الوطنية الحقة.