شهدت كلميم، حاضرة وادنون، حفل توقيع لكتاب حول السيرة الذاتية للمرحوم العلامة سيدي محمد ولد سيدي براهيم الدّاه، الذي يعتبر أحد رموز وادي نون الذي نقش اسمه في تاريخ المنطقة لأنه جمع بين مهنة التربية والتعليم كمدرس ومرشد تربوي وبين الفقه والشعر والأدب، والعمل الصحفي كأول مراسل صحفي لجريدة وطنية في الأقاليم الجنوبية منذ سنة 1956. وخلال هذا الحفل الذي نظمه مركز النخيل للتوثيق بكلميم أجمعت مختلف الشهادات المقدمة في حق المرحوم على خصاله الوطنية، ومواقفه النضالية ضد المستعمر الاسباني بسلاح الكلمة في الأدب والشعر والصحافة، وكان عرضة للسجن والنفي عن منطقة الساقية الحمراء حيث استقر بمنطقة وادي نون منذ بداية الستينيات إلى أن وافته المنية سنة 2011. وشارك في هذا الحفل عضو الغرفة الدستورية والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بالرباط "شبيهنا ماء العينين حمداتي" الذي أطّر عملية تأليف هذه السيرة، وبالنظر لكونه أحد الذين عاشروا المرحوم، وبحكم العلاقة الوطيدة التي جمعت بينهما، فضلا عن دراسته القرآن الكريم على يده، أوضح المتحدّث أن المتأمل في سيرة المرحوم يصل إلى خلاصة مفادها أن العناية الربانية كانت تحُف المرحوم قيد حياته طيلة مساره النضالي والعلمي. وفي كلمة باسم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، قال مصطفى الكثيري (إن سيرة المرحوم الجهادية الطافحة بالمحاسن والمكارم والحافلة بالمواقف الثابتة ستظل ماثلة في أذهان الأجيال المتعاقبة، ومنقوشة بمداد من الفخر والاعتزاز في وجداننا بالقيم الوطنية الحقة). وعن المُحتفى به قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة كلميمالسمارة، محمد لعوينة، (إن انتماء المرحوم لأسرة التربية والتعليم يُعد مبعث فخر واعتزاز لهذه الأسرة)، وقال إن اسم "الدّاه" في كلام أهل الصحراء يحمل معاني الأبُوة، وهي المعاني التي تجلّت في سيرته وعلاقاته مع محيطه الصغير والكبير. من جانبه، دعا المدير المركزي لقناة العيون الجهوية، محمد الأغضف الدّاه، (أحد أبناء المرحوم) إلى أن تخرج هذه التظاهرة بالتزامات مادية ومعنوية من جميع المجالس المنتخبة بإقليم كلميم لدعم المركز الذي بادر إلى طبع هذه السيرة الذاتية، وتشجيعه ليقوم بإخراج تاريخ منطقة وادي نون، وإبراز شخصياتها ورجالاتها في مختلف المجالات، وهو ما استجاب له والي جهة كلميم الذي تعهّد بدعم كل عمل يصبّ في هذا الاتجاه. ويضم هذا المؤلف التي تم طبعه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وملاحق٬ وهو عبارة عن سيرة ذاتية للمرحوم، ويقع الكتاب متوسط الحجم في 218 صفحة. وتم تخصيص الفصل لأول لحياة سيدي محمد ولد سيدي براهيم الداه ومساره المهني وصفاته الأخلاقية، ويضم الفصل الثاني شهادات حية لبعض تلامذته ومعاصريه، وتناول الفصل الثالث والرابع الجهود العلمية والتربوية والسياسية والإنتاج الأدبي الفصيح والشعبي للمرحوم، وتضمنت الخاتمة أهم معالم حياة العلامة وعطاءاته العلمية والتربوية والأدبية، وبالإضافة إلى ما سبق يتضمن الكتاب ملاحق عبارة عن مجموعة من الوثائق والشواهد والصور التذكارية. ويسعى مركز النخيل للتوثيق الذي تأسس سنة 2003 إلى توفير المادة للباحثين والدارسين والمهتمين بالموروث الثقافي والفني المحلي، فضل عن اهتمامه بقضايا الثقافة والفن والتاريخ المحلي٬ الحساني منه والأمازيغي جمعا وتدوينا ونشرا.